ووفقا لضباط بوزارة الدفاع العراقية في بغداد، فإن مليشيا "حزب الله" و"النجباء" و"العصائب" أنشأت ثكنات دائمة ومواقع رصد داخل الأراضي السورية، رغم تحذير رئيس الوزراء حيدر العبادي من مغبة الانتشار خارج الشريط الحدودي العراقي مع سورية من الاتجاه الغربي والشمالي للأنبار ونينوى.
وقال جنرال عراقي، لـ"العربي الجديد"، إنه "على ما يبدو فإن الإجراء هو تحد أو رد على الغارة المجهولة الأخيرة التي تسببت بمقتل وإصابة 52 عنصرا من كتائب حزب الله العراقي في البو كمال الشهر الماضي"، لافتا إلى أن الجانب الأميركي نفى مسؤوليته عن الغارة، لذلك الاتهامات تتجه نحو الاحتلال الإسرائيلي أو سلاح الجو البريطاني، الذي يعتبر "شريكا للأميركي في الشرق السوري المحاذي للعراق".
واستهدفت غارة مواقع لكتائب "حزب الله" العراقي الموالي لإيران في الثامن عشر من الشهر الماضي في منطقة البو كمال السورية، أسفرت عن مقتل وإصابة 52 عنصرا.
ونفت الحكومة العراقية أن تكون تلك القوات تابعة لـ"الحشد الشعبي"، مؤكدة في بيان لها، أن "الحشد" داخل العراق، وهو ما دفع بزعامات مليشياوية عراقية إلى شن هجوم لاذع على رئيس الحكومة، إذ جرى اتهامه بـ"الخوف من الولايات المتحدة" والعمل ضد ما وصفوه "المقاومة الإسلامية"، فيما توعدت عدة فصائل عراقية مسلحة مرتبطة بإيران بالرد على الهجوم الذي اتهمت بالوقوف خلفه.
ولم ينف القيادي في مليشيا كتائب "حزب الله" العراقي، عمار الخزعلي، وجود نقاط لمليشيا "الحشد" داخل الأراضي السورية، مبينا في اتصال هاتفي، أنها "خطوط صد أولية ضد تحركات داعش داخل سورية"، مضيفا: "المقاومة الإسلامية تلاحق خلايا وجيوب داعش داخل الأراضي السورية المجاورة، وتملي عليها المسؤولية ذلك"، وفقا لقوله.
وتؤكد مصادر مقربة من "الحشد الشعبي" أن عددا من تلك الثكنات يقع قرب منفذي الوليد والقائم الحدوديين بين العراق وسورية، حيث الطريق الدولي الرابط بين دمشق وبغداد، وهو ما يعيد الحديث مرة أخرى حول إعادة ايران لمشروع النقل البري مع سورية عبر العراق، وأن تلك المواقع ما هي إلا عبارة عن نقاط لتأمين هذا الطريق لمرور الشاحنات.
وقال الخبير بالشأن السياسي العراقي، أحمد عبد المجيد العبيدي، لـ"العربي الجديد"، إن "إصرار الحشد، وبالتحديد الفصائل الموالية لإيران، على الوجود في نقاط على الطريق الدولي بين سورية والعراق وقرب المنافذ البرية، رغم وجود الجيش العراقي وإغلاق المنطقة تلك، كما رأينا قبل أيام بالأسلاك الشائكة المكهربة ونصب الكاميرات الحرارية، يبعث على القلق".
وأضاف العبيدي: "لا يوجد مبرر لتحديهم الحكومة العراقية وقرارات العبادي الرافضة لدخولهم إلى سورية سوى أنهم ينفذون خطة انتشار إيرانية داخل الأراضي السورية، ولذلك نرى أن وجودهم في البو كمال أكثر من دير الزور، رغم أن الأخيرة أكثر سخونة من الأولى".