على وقع القصف المكثّف وبين جثث الضحايا المدنيين والركام، توغّلت مليشيات "الحشد الشعبي" في عمق مدينة الحضر التاريخية (جنوب غربي الموصل)، ورغم إعلانها عن السيطرة الكاملة على المدينة، إلّا أنّ مصادر عسكرية أكدت أنّ القتال ما زال محتدماً في المدينة، ولم ينسحب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) منها حتى الآن.
وذكر إعلام مليشيا "الحشد" في بيان صحافي، أنّ "قوات الحشد تمكّنت من تحرير مدينة الحضر الأثرية"، مبيناً أنّها "تقوم بعملية تمشيط وملاحقة لعناصر (داعش) المختبئين داخل المدينة الأثرية".
وقال المتحدّث باسم، المليشيا، النائب أحمد الأسدي، في مؤتمر صحافي، إنّ "قوات الحشد قتلت العشرات من عناصر (داعش)، وتمكّنت من معالجة العبوات وتدمير صهريج مفخخ وتفجير عجلتين ملغمتين"، مؤكداً حالة "فرار كبير لـ(داعش) منذ الأمس واليوم باتجاه مناطق الصحراء".
من جهته، أكد مصدر عسكري، في قيادة عمليات نينوى، أنّ "المعارك مازالت محتدمة داخل مدينة الحضر، على الرغم من توغل المليشيات في عمقها".
وقال المصدر، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "الحديث عن تحرير المدينة مبالغ فيه، وأنّ الاشتباكات مازالت متواصلة في قلب المدينة عدا الأطراف"، مبيناً أنّ "قوات كبيرة من (الحشد الشعبي) وصلت اليوم، وتوغلت مع القوات المتواجدة في عمق المدينة".
وأشار إلى أنّ "القصف المدفعي وقذائف الهاون مستمرة على المدينة وعلى قراها، ما تسبب بقتل عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال"، مبيناً أنّ الكثير من الجثث مازالت ملقاة على قارعة الطريق.
وأكد، أنّ "القصف حوّل المدينة إلى ركام، وأنّ أعمدة الدخان والغبار تتصاعد من كل جوانب المدينة، بينما تحاول عشرات العوائل النزوح من المدينة متجهة نحو الصحراء"، موضحاً أنّه "لا توجد أي استعدادات حكومية لاستقبال النازحين، الذين يواجهون أزمة إنسانية صعبة للغاية".
وهاجمت مليشيا "الحشد" بدعم من الحرس الثوري الإيراني، أمس الثلاثاء، مدينة الحضر التاريخية، مستبقة الهجوم بقصف كثيف بقذائف الهاون والصواريخ استهدف المدينة وقراها، وأوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، بينما أجبرت عشرات العوائل على النزوح هرباً من القصف وخوفاً من انتهاكات "الحشد".