"الجيش السيبراني المسلم": حملة أخبار زائفة تستهدف المجتمع الإندونيسي

13 مارس 2018
اعتقلت الشرطة الإندونيسية 14 شخصاً متورطاً إلى الآن (فيسبوك)
+ الخط -
بدأت الشرطة في إندونيسيا حملة اعتقالات (14 شخصاً إلى الآن)، بعدما كشفت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية عن حسابات وهمية على موقع "تويتر" ودعاية إعلامية (بروباغندا) عنيفة منظمة.

وأعلنت الشرطة الإندونيسية عن كشف عملية سرية وهمية في إطار الأخبار الزائفة، وتهدف إلى نسف العملية السياسية في البلاد وزعزعة الاستقرار والثقة إزاء الحكومة، وفق ما أفادت "ذا غارديان"، اليوم الثلاثاء.

وفي سلسلة من الاعتقالات، خلال الأسابيع الأخيرة، رفعت السلطات الإندونيسية الغطاء عن شبكة إلكترونية متطرفة معروفة باسم "الجيش السيبراني المسلم" Muslim Cyber Army.


والشبكة المذكورة متهمة بنشر الأخبار الزائفة وخطاب الكراهية، لإثارة الانقسامات الدينية والعرقية، والتحريض ضد المثليين والمثليات والشيوعيين والصينيين، بالإضافة إلى نشر محتوى هدفه التشهير برئيس البلاد.

وأفادت الشرطة بأن الشبكة أديرت عبر مجموعة مركزية على تطبيق "واتساب"، باسم "عائلة الجيش السيبراني المسلم" Family MCA. وكُلّف أحد الأجنحة في الشبكة بتخزين محتوى يؤجج الانقسامات ونشره في وقت لاحق، بينما تولى آخر مهمة اختراق الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ونشر الفيروسات على أجهزة الخصوم.

وكان تحقيق "ذا غارديان" كشف عن نظام يشبه لعبة الـ"ماتريوشكا" يضم مائة حساب آلي أو شبه آلي (بوت)، وروابط بين "الجيش السيبراني المسلم" وأحزاب المعارضة والجيش في البلاد، وتفاصيل حول 103 حالات استهداف ضد أشخاص بتحريض من "الجهاديين الإلكترونيين".


وحددت "ذا غارديان" هدف الشبكة الوحيد: نشر تغريدات منظمة ومصممة لتأجيج الانقسام الاجتماعي والديني، وتعزيز التطرف الإسلامي ومناهضة الحكومة.

يذكر أن مشكلة الأخبار الزائفة برزت خلال الانتخابات في إندونيسيا، إذ انتشر خطاب معاد للصين وللمسيحية في جاكارتا، وعززت تهم التجديف ضد الحاكم، باسوكي تجاهاجا بورناما، انتشار الأخبار الزائفة وغير الدقيقة حوله، لمنع إعادة انتخابه.

وركزت هذه الأخبار على خلفيته الإثنية (صيني) ومعتقداته الدينية (مسيحي)، ما أجّج الانقسامات الداخلية الدينية في إندونيسيا، وخاصة عبر الادعاء بأن باسوكي جزء من مؤامرة صينية للسيطرة على البلاد، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة.


وكانت التقارير أفادت بأن باسوكي عميل صيني، وبرنامجه المجاني للقاح ضد فيروس الورم الحليمي البشري، يؤدي إلى العقم عند النساء. وأوضحت الشرطة أخيراً، أن مقالات عدة كانت جزءاً من حملة نظمتها "ساراسن" Saracen عبر شبكة الإنترنت، وهي منظمة إلكترونية تجني أرباحاً من خلق الأخبار الزائفة ونشرها. لكن لم تتضح هوية زبائن "ساراسن"، وفق ما كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، في مارس/آذار الماضي.

كما تمّ تداول تقارير وهمية عن وصول عشرات ملايين العمال الصينيين إلى البلاد للحلول مكان الإندونيسيين. وادعى تقرير آخر أن الصين تبيع بذور الفلفل الملوثة لإندونيسيا، كشكل من أشكال الحرب البيولوجية، ما دفع السفارة الصينية إلى وصف التقرير بـ"المقلق للغاية".

وفي هذا السياق، تعمل الجمعية الإسلامية الأكبر في العالم، "نهضة العلماء"، على تصعيد المعركة ضد الأخبار الزائفة في البلاد، بمساعدة خبراء في تكنولوجيا المعلومات.


وتركز الجمعية التي تضمّ نحو 50 مليون عضو، عادة، على أمور معينة، مثل الحفاظ على المدارس الداخلية الإسلامية وتمويل المستشفيات، لكنها حددت أهدافاً جديدة لها في مجال التكنولوجيا.

وبدأت بالتعاون مع خبراء في مجال تكنولوجيا المعلومات وبعض المجموعات المؤيدة لها، العمل لكشف سلسلة من الخدع الطائفية والأخبار الكاذبة المتداولة، منذ عام 2016، على تطبيق "واتساب" وموقعي "فيسبوك" و"تويتر".

وتشمل أهداف الجمعية منع انتشار الأخبار الزائفة التي تثير الأفكار المتطرفة في إندونيسيا، وتضر بفكرة الإسلام المعتدل في البلاد، وتؤجج التوترات الطائفية.

تجدر الإشارة إلى أن الأخبار الزائفة تنتشر بسرعة في البلاد، خاصة بواسطة الهواتف المحمولة، إذ ارتفع معدل استخدام الإنترنت بنسبة 50 في المائة في 2016، ويستخدم أكثر من نصف الإندونيسيين المقدر عددهم بـ250 مليون شخص، "فيسبوك" و"إنستغرام" ووسائل تواصل اجتماعي أخرى.

(العربي الجديد)