أغلق "الجيش السوري الحر"، اليوم الخميس، جميع الطريق المؤدية إلى مدينة منبج، شمال شرق حلب، وسط أنباء عن انسحاب مجموعة من قوات التحالف الدولي المتمركزة في المدينة باتجاه الرقة شرقا.
وقال الناشط جلال التلاوي لـ"العربي الجديد"، إن "الجيش السوري الحر" أغلق الطرق المؤدية إلى مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، لأسباب مجهولة.
بدورها، ذكرت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن الإغلاق ربما يكون مؤقتاً ويستمر لعدة أيام، ولم تتبين الأسباب التي أدت إليه، والتي من المرجح أنها أمنية، مشيرة إلى توجيه تحذيرات للمدنيين بعدم الذهاب إلى تلك المناطق لأن الجيش التركي سوف يستهدف أي حركة على ذلك الطريق.
وفي غضون ذلك، تحدثت مصادر محلية عن انسحاب مجموعة من قوات التحالف الدولي التي تمركزت في مدينة منبج أخيرا إلى الرقة، شمال شرق سورية.
ويأتي ذلك في ظل الحديث عن وجود محادثات بين تركيا وواشنطن حول مصير مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية في مدينة منبج، كما تجري محادثات بين تركيا وروسيا حول ناحية تل رفعت.
وهدّد مجلس الأمن القومي التركي، أمس، حزب العمال الكردستاني، وجناحه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي، بشنّ عملية عسكرية ضدهما في حال عدم الانسحاب من كل من سنجار العراقية ومنبج السورية.
وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، اليوم الخميس، إن "حزب الاتحاد الديمقراطي" (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني)، "يستطيع خداع بعض أصدقاء أنقرة عبر تغيير الأسماء أو الأماكن بشكل متكرر، لكنه لا يستطيع فعل ذلك مع الجمهورية التركية"، وذلك في إشارة إلى إنشاء "حزب سورية المستقبل"، كواجهة سياسية جديدة لـ"الاتحاد الديمقراطي".
وأضاف رئيس الوزراء التركي، خلال مؤتمر صحافي عقده في مطار "أسن بوغا" في أنقرة قبيل مغادرته إلى البوسنة والهرسك في إطار زيارة رسمية: "نحن نعرف حقيقة هؤلاء جيداً، قد يستطيعون خداع بعض أصدقائنا مؤقتاً، لكنهم لا يستطيعون خداع الجمهورية التركية وشعبها".
وتابع يلدريم: "قلنا في كل مناسبة إن هؤلاء يغيّرون أماكنهم وأسماءهم بشكل متكرر، ويظهرون أمامنا بأسماء مختلفة في سورية والعراق، ولكن عند خلع الأقنعة، تنكشف حقيقتهم أمام الجماهير".
وجاء تأسيس "حزب سورية المستقبل" بإشراف واشنطن، بعد الحرج الذي سببه لها رفع صور قائد "العمال الكردستاني"، عبد الله أوجلان، مع تركيا.
وبشأن التحالف الانتخابي بين حزبي "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية"، أوضح يلدريم أن هذا التحالف يشمل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، أما بالنسبة إلى الانتخابات البلدية "فليس هناك تحركات في هذا الإطار حالياً".
يُذكر أن مجلس الأمن القومي التركي هدد، في بيان أمس، مسلحي "العمال الكردستاني" وجناحه السوري بعملية عسكرية، في حال لم ينسحبوا من كل من منبج السورية وسنجار العراقية.