- تُقام معظم الفعاليات في عواصم أفريقية مثل باماكو ولومي وداكار تحت إشراف حكومي، بينما تغيب البرامج في مدن عالمية مثل باريس ونيويورك، مما يحد من انتشار الاحتفال خارج القارة الأفريقية.
- يشبه الوضع "اليوم العالمي للغة العربية"، حيث تقتصر الفعاليات غالباً على المؤسسات الرسمية، مما يحد من تأثيرها في نشر الثقافة واللغة خارج نطاقها التقليدي.
قد يجد كثيرون في إطلاق هكذا موعد سنوي شكلاً من أشكال الاعتراف العالمي بالثقافة الأفريقية، ولكن يظلّ السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيكون "اليوم العالمي للثقافة الأفريقية" عالمياً بالفعل؟
من خلال متابعة الفعاليات التي سيجري تقديمها نجد أن معظم التظاهرات تُعقد في عواصم أفريقية مثل باماكو المالية، أو لومي التوغولية أو داكار السنغالية، كما أن معظمها يجري تحت إشراف حكومي.
ورغم أن بيانات منظّمي هذه التظاهرة تشير إلى أن هذا "اليوم العالمي" لا يشمل الأفارقة بالمعنى المحدود بأصحاب جنسيات الدول الأفريقية، وإنما يمتدّ إلى المنحدرين من أصول أفريقية، إلا أنه لم يجر تسجيل برامج في مدن مثل باريس ونيويورك وريو دي جانيرو، وهي مدن معروفة بكثرة المنحدرين من أصول أفريقية فيها، ما يعني أن الاحتفاء بالثقافة الأفريقية يكاد يكون محصوراً في القارة السمراء نفسها.
حتى في المجال العربي في القارة هناك تأثيرات أفريقية متعدّدة، وثمة مناطق كثيرة تحسب على الثقافتين مثل السودان والصومال وموريتانيا، فإن إشعاع التظاهرة لا يبدو أنه بالغه.
هذا الوضع الذي يعرفه "اليوم العالمي للثقافة الأفريقية" يذكّرنا بحال يوم عالمي شبيه، هو "اليوم العالمي للغة العربية" الذي جرى الاحتفاء به الشهر الماضي، ولا تنشط فيه في الغالب سوى مؤسسات رسمية، ولا نجد في فعالياته إلا أسماء عربية أو مدعوين غالباً ما يكونون مهتمين بطبيعتهم بالعالم العربي في سياقات بحثية أو سياسية، ما يعني أن "اليوم العالمي" لا يضيف كثيراً إلى انتشار العربية، ولا يبدو أن الأمر يختلف كثيراً في خصوص الثقافة الأفريقية.