وضمت القمة العديد من النقاط المهمة، إذ تعهّد الزعماء بالعمل على الحد من ارتفاع الحرارة وتخفيضها، كما اتفقوا على عقد قمّة مماثلة في العاصمة الفرنسية باريس في عام 2015.
ولم تأت الحشود من فراغ، بل من الخطر المحدّق بالكوكب، إذ يعتبر تبدّل المناخ التهديد الأساسي له، وبلغ امتداد بحر الجليد حول انتاركتيكا، أعلى قياس له للسنة الثالثة على التوالي.
وحطّم عام 2014 أعلى نسبة قياس، في الخامس عشر من سبتمبر/ أيلول، وذلك بالاستناد إلى بيانات صادرة عن "المركز الأميركي الوطني للثلج والجليد".
ودعا بان كي مون، زعماء 193 دولة أعضاء في الأمم المتحدة، من الحكومات ورجال الأعمال والمجتمع المدني، إلى قمّة "التغيّرات المناخية"، بغية تقليص نسبة الانبعاث الكربوني، بعد أن أشارت البيانات إلى أن الوضع يسير من سيئ إلى أسوأ، رغم كلّ ما قامت به الحكومات من جهد لتقليص الخطر.
وردّ سيلفان بيفيل المسؤول الدولي عن الإعلام في "منظمة المناخ" العالمية، على سؤال "العربي الجديد"، عن رأي وتعليقات المنظّمة حول قمّة "التغيّرات المناخية"، أنّ مارك كنبر الرئيس التنفيذي للمنظمّة، تفاءل بالحضور اللافت لزعماء الدول، ولفت إلى تميّز هذه القمّة بالانتقال النوعي، من النظريّات والكلام إلى الفعل، وذلك من خلال الخطط الملموسة، التي وُضعت من قبل الحاضرين، مع التمويل اللازم لتنفيذها.
وشهد العالم، يوم انعقاد القمّة وخلال أسبوع حملات "التغيرات المناخية"، تقارباً حول العديد من النقاط ومنها: ضغط الرأي العام وقبول نظريّات العلماء ومزيد من الوعي حول خطورة المسألة. وأضاف كنبر أنّ العالم، يحتاج إلى قادة حقيقيين، في قمّة عام 2015، لكي يتفقوا على خطط، توازي ما يتطلبه العلم، في سبيل توفير مستقبل بكميات كربون أقل للجميع.
ومن الالتزامات التي جاءت في القمّة: أشار ألف رجل أعمال ومستثمر و73 حكومة وطنية و11 حكومة محليّة، إلى تقديم الدعم في ما يتعلّق بسعر الكربون، وذلك من خلال إعلان ينشره البنك الدولي. وتعهدت العديد من المؤسّسات باستثمار 100 مليار دولار أميركي لانتزاع الكربون مع حلول ديسمبر/ كانون الأول 2015. كما التزمت الدول الأوروبية باستمرار العمل على تخفيض الانبعاث الكربوني بنسبة 40 في المئة في 2030 مقارنة بعام 1990.
وافتتح ليوناردو دي كابريو الاجتماع، وتحدّث عن خطورة الوضع، والتغيّر المخيف الذي يلحق بالمحيطات والجفاف الذي بات أكثر حدة، ودرجات الحرارة التي تستمر بالارتفاع. ولفت إلى أنّ ما يحدث، ليس نظريات، بل حقيقة واقعة.
وقال دي كابريو في خطاب له في القمّة، إنّ الأمر لا يقتصر على تبديل المصابيح الكهربائية، أو شراء سيّارة مهجّنة. فالكارثة تخطّت قدرات الأفراد، وباتت مسؤولية أصحاب المصانع والحكومات حول العالم، في اتخاذ قرارات حاسمة بشأنها. وإن لم يتحد الجميع لإنقاذ الأرض، سوف تدمّر البشرية.
ولفت إلى إنسانية الحوار والواجب الأخلاقي تجاه الكوكب. وأنّنا نمتلك كوكباً واحداً، وواجب الجنس البشري، يقضي بتحمّل مسؤولية إنقاذ الأرض. وطلب ضرورة التحرّك العاجل، في إيجاد حل لهذه المشكلة.
وأعطى الحدث الرئيس الأميركي باراك أوباما، فرصة التحدّث عن أمور أخرى، غير تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ووباء "إيبولا" وغيرها من قضايا الأمن الوطني، والتركيز على "التغيّرات المناخية".
وفي عام 2009 وفي اجتماع الأمم المتحدة حول المعضلة ذاتها، في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، تعهدت أكثر من مائة دولة باتخاذ إجراءات بشأن الانبعاثات. وشهد العالم تحولاً رئيساً، من استخدام الفحم لصالح الغاز، الذي يبعث كميّات أقل من الكربون، كما انخفض سعر الألواح الشّمسية ووُزّعت على العديد من المناطق حول العالم.
بيد أنّ كل المحاولات باءت بالفشل، وتشير دراسات صادرة عن جامعة "إيست أنجليا" في بريطانيا، أنّه لم يُحرز أي تقدّم لضبط انبعاثات الكربون. ويعتمد ارتفاع الحرارة في العالم، على كميّة الانبعاثات الناتجة عن استهلاكنا للطاقة. ويقدّر العلماء ارتفاعها بنسبة 4.5 درجة في عام 2100 في أحسن الأحوال، (إن استمرت البشريّة على هذا النحو)، عمّا كانت عليه قبل الثورة الصناعية.