"التعاون الإسلامي" : الإعلام في صلب "مكافحة الإرهاب"

04 ديسمبر 2014
+ الخط -

بات ملف الحرب على الإرهاب في المنطقة ومكافحة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسورية هاجساً ينعكس بوضوح في كل المحافل الإقليمية والدولية. حيث عقد الاجتماع الدوري العاشر لوزراء إعلام دول منظمة التعاون الإسلامي في العاصمة الإيرانية، طهران، يومي الأربعاء والخميس، تحت شعار "التقارب الإعلامي لأجل السلام والاستقرار في العالم".

وشارك في الاجتماع وزراء إعلام دول عدة من بلدان منظمة التعاون الإسلامي منها الجزائر والسودان، فضلاً عن حضور مستشارين وممثلين عن وزارات إعلام بلادهم، كتونس والإمارات العربية المتحدة.
وقام المجتمعون بقراءة بيان من تسعة بنود تصب بمعظمها في سياقين، أولّهما ضرورة تركيز وسائل الإعلام على محاربة التطرف، وثانيها تتعلق بإعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة كل وسائل الإعلام كونها القضية الأبرز من بين قضايا العالم الإسلامي.

وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد المدني، في كلمته، إنه على كل وسائل إعلام دول المنظمة أن تبتعد عن التطرف، في محاولة لإعطاء صورة للبلدان غير الإسلامية بأن الإسلام دين غير متطرف، ومرن ويستطيع أن يجد حلولاً ملائمة لتعقيدات الظروف السياسية.

أما مستشار الرئيس الإيراني، اسحاق جهانكيري، والذي افتتح هذا الاجتماع، قال إنه يجب تركيز العمل لبناء عالم ومجتمع إسلامي خال من العنف والتطرف، قائلا: إن ظروف هذه المرحلة تتطلب خطة من هذا النوع، ومؤكدا بأن حكومة بلاده التي يترأسها، حسن روحاني، تتبنى خطاب الاعتدال والانفتاح نحو الآخرين في محاولة للعب دورها في تحقيق هذا الأمر.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إرنا، عن جهانكيري قوله بأن وسائل الإعلام تلعب دوراً خطيراً ومهماً في كل القضايا، مشيراً إلى أن الإرهاب تحد كبير لا يعرف ديناً ولا قومية ولا طائفة، واعتبر أن هذه الدول مسؤولة بشكل أو بآخر عن محاربة هذه الظاهرة التي استشرت في كل من سورية والعراق.

ورأى جهانكيري أن بعض وسائل الإعلام الغربية تساهم في تشويه صورة الدين الإسلامي، وهذا عن طريق ربط ظاهرة التطرف والعنف والإرهاب بالإسلام، وهو الأمر الذي يتطلب مواجهة شعواء حسب تعبيره، معتبراً أن السبيل يكون باتباع مبدأ الحوار مع الآخرين أيضاً، وبالتركيز على وحدة الداخل في الدول التي تخوض الحرب الواقعية ضد الإرهاب.

كما أشار أن منظمة التعاون الإسلامي تأسست في السابق لتتبنى القضية الفلسطينية، فقال إن فلسطين غابت عن شاشات العديد من وسائل الإعلام، مما يعني ضرورة التنبه إلى هذا الأمر في وقت انشغل فيه الجميع بالتغييرات والظروف الإقليمية المستجدة.

وزير الثقافة الإيراني، علي جنتي، والذي مثل بلاده في هذا الاجتماع، رأى أن وسائل الإعلام تستطيع أن تكون منبراً مؤثراً في العالم أجمع، مطالباً كل الدول الحاضرة بالتعاون الذي اعتبر أنه بات إلزاميّاً خلال هذه المرحلة. فاقترح تأسيس وكالة أنباء موحدة لدول منظمة التعاون الإسلامي، على غرار اتحاد الإذاعات الإسلامية الذي أسسته طهران قبل سنوات، على أن يكون خطابها موحداً، ويتبنى الخطة الإعلامية التي تعمل على محاربة الإرهاب.

لم تبتعد وجهات نظر المشاركين الذين اجتمع بعضهم بشكل ثنائي، أيضاً، مع بعض المسؤولين الإيرانيين خلال هذه الزيارة عن وجهات النظر الإيرانية، حيث قال وزير الاتصالات السوداني، أحمد بلال عثمان، إن الإعلام يستطيع أن يلعب دوراً مهماً في تغيير وجهات النظر قائلاً: إن التعاون بين دول منظمة التعاون الإسلامي لا يجب أن يكون على المستوى الإعلامي وحسب بل يجب أن يشمل القطاعات الثقافية والفنية كذلك.

المساهمون