"التشكيليّون العراقيّون": معرض تكاد تغيب عنه المرأة

26 يناير 2019
(من المعرض)
+ الخط -

في مجالات التشكيل والنحت والخزف والغرافيك، يضمّ المعرض السنوي لـ"جمعية التشكيليين العراقيين"، الذي افتتح مؤخراً، أعمال مئة وخمسين فناناً من العراق يتواصل عرضها حتى نهاية الشهر.

ورغم التنوّع في الاتجاهات والأساليب والفئات العمرية المشاركة (خمسون منهم من الفنانين الشباب)، إلا أنه ومن بين هذا العدد الكبير من التشكيليين تحضر خمس تشكيليات فقط.

ورغم أن اللجنة أعلنت أن ضعف حضور المرأة الفنانة سببه معايير اللجنة الصارمة، لكنها أكّدت، على لسان النحات طه وهيب أن الجمعية ستعقد في وقت قريب معرضاً خاصاً بالفنانات.

في هذه "المبادرة" نوع من الترضية، التي لا يفترض أن تنطبق على حقل الفنون فهو ليس حقلاً لتطبيق تجارب تمكين النساء، فإن لم تكن المعايير تنطبق على الأعمال، بغض النظر عن جنس صاحبها لتشارك في تظاهرة المعرض السنوي، فلماذا يقام معرض في الأساس لأعمال ضعيفة؟

من أبرز المشاركات في هذا المعرض التشكيلية يسرى العبادي التي ترسم اللوحات الكبيرة المستلهمة من عالم الفنتازيا والطفولة والعائلة، وكثيراً ما وظفت في أعمالها التشخيص والمنمنات والزخرفة ورسم الأزهار والحيوانات.

المعرض الذي دأبت الجمعية على تأسيسه قبل الاحتلال الأميركي، كان من خسائر 2003، ولم يعد إلى الانعقاد إلا عام 2008. ورغم أن العراق من أكثر البلدان العربية التي ضمّت تشكيليين أثروا الحداثة البصرية فنياً وأثّروا فيها، إلا أنه ومنذ الاحتلال الأميركي خفت صوت التشكيل، ولم تظهر أسماء جديدة بقوة تلك التي قادت ريادة الفن العربي، أو أنها أسماء موجودة ولكنها لم تحظ بفرصة الظهور والتأثير عربياً، لا سيما في حقل الفنون المعاصرة.

كما تعرّضت البنية التحتية إلى التهديم، فتقريباً تخلو بغداد من صالات العرض والقاعات الواسعة والمعاصرة والمسارح الصالحة للفنون التي تجمع الأداء بالتجهيز بالتشكيل.

وبالنظر إلى ضيق قاعة "جمعية التشكيليين"، فقد اضطرت إلى استبعاد عرض مجموعة من الأعمال بسبب عدم وجود مكان، وفق ما يقول الفنان قاسم سبتي رئيس الجمعية.

المساهمون