في صيف 2016، كانت أعمال معمارية للمصمّم السويسري لو كوربوزييه في طليعة المعالم الجديدة المدرجة ضمن لائحة التراث العالمي، وهو ما قرئ باعتباره اعترافاً من "اليونسكو" بأهمية التيارات المعمارية الجديدة في الثقافة البشرية بشكل عام، بعد أن كانت معظم المعالم التي تُدرج في مثل هذه القوائم تعود إلى قرون أبعد من القرن العشرين.
يعبّر هذا الاعتراف عن رؤية تتمثّل في دعم التعايش بين التراثي والحداثي، وهو ما تسعى "اليونسكو" أن تمرّره في المنظورات المعمارية الراهنة، أي في المشاريع الكبرى للمدن بحيث تكون تحوّلاتها مراعية لشرطيْ ملاحقة الحداثة والمحافظة على التراث.
في مدينة سلا المغربية، تنظّم "اليونسكو"، يوم الخميس المقبل ندوة بعنوان "التراث والحداثة: المشهد العمراني التاريخي في مواجهة الرهانات المعاصرة" بمشاركة خبراء وباحثين في المجال المعماري يقدّمون وضعيات أربع مدن من قارات مختلفة، ويطرحون للنقاش مفهوم "التراث الحديث"، أي المباني المنشأة حديثاً والتي تكون لها قيمة تراثية لا تقلّ عن أي معلم يتجاوز عمره مئات السنين.
يناول الباحث المغربي رشيد الأندلسي مسألة التعايش بين التراث والحداثة من خلال نموذج مدينة الدار البيضاء، والتي تمثّل بحسب تقارير دولية إحدى أكثر المدن تغيّراً معمارياً في العقد الأخير، وهو ما يضعها في امتحان دائم على مستوى ثنائية التراث/الحداثة.
مدينة أبوظبي الإماراتية ستكون النموذج الذي سيقدّمه المعماري الإيطالي دانيالي بيني، فيما يحاضر الفرنسيان برنار تولييه وفيليب روفو حول وضعية مدينة كنشاسا، عاصمة الكونغو الديمقراطية، بالنسبة إلى الأوّل، ومدينة تولوز الفرنسية بالنسبة إلى الثاني.
يشار إلى أن الندوة تتضمّن مقترحات وتوصيات من المنظّمة الدولية حول الرؤى المعمارية التي يمكن أن تساعد في تمويلها أو توفير الشركاء والخبراء لها. هذه المقترحات ستكون ضمن المائدة المستديرة التي تلي الندوة، ومن بين المشاركين فيها أوغستين إيون من رومانيا، وإيمان بناني من المغرب.