"البيت القديم" في بريطانيا

11 مايو 2015
بيوت بريطانيا القديمة (العربي الجديد)
+ الخط -
هو منزل عائلة ميسورة، لم يقطنه ملوك أو ملكات، وقد لا تتناوله الصحف كما يحدث مع القصور والقلاع. بيد أنّه من الجميل أن نتعرّف على حياة وبيوت عامّة الشعب من النبلاء أو الميسورين أو فقراء المجتمع.



بهدوء تعبر ممرّاً ضيّقاً بالكاد يتسع لسيّارة، تحيطه أشجار تتلاقى أطرافها في الأعلى كخيمة من ورق الشجر والزهور، تحجب عنه نور الشمس وتكلّله بتاج حاكته الطبيعة. المنزل الذي بُنيَ عام 1612، أي منذ حوالي ما يزيد عن 400 عام، ويعرف باسم "البيت القديم"، امتلكه جيمس ديسبروي، وهو مالك أراضٍ شهير في ذلك الزمن، عاشت فيه عائلة ديسبروي لثلاثة عصور، في منطقة إلتيزليه، جنوب كامبريدجشير في بريطانيا.



وجدير بالذكر زواج ابنه جون من جين أخت أوليفر كرومويل، الذي اشتهر بمعارضته للملك تشارلز الأول آنذاك، والذي شكّل أحد الرموز الرئيسة لقيادة جبهة معارضة، خصوصاً حين طالب الملك برفع الضرائب لشن هجوم على اسكتلندا. لا يزال البيت القديم صامداً لغاية اليوم على الرغم من مرور مئات السنين عليه، ويعود ذلك إلى التعديلات التي طرأت عليه لمنعه من الانهيار جرّاء التصدّعات التي لحقت به.



يقول مالك المنزل الحالي، بيتر هيوز، لـ"العربي الجديد"، إنه يمنع عليه إجراء أية تعديلات من الداخل أو الخارج، وعليه المحافظة على شكل المنزل كما هو. ويشرح بيتر أنّه اشترى البيت القديم، لأنّه يحب الأشياء النادرة، وخصوصاً الديكور الخشبي الذي يطغى على غرف المنزل، كما أنّه تلقّى لدى شرائه العديد من الرسائل التي تحوي ذكريات وصور لأناس عاشوا فيه أو عملوا على تجديده.



يفصل الممر الضيق حيث ركنت السيارة وباب المنزل الخشبي المنخفض والأصغر حجماً من الأبواب المعروفة حالياً، ممرّاً آخر من أحجار غير منتظمة، واللافت ذلك المفتاح الكبير الذي فتح به الباب وكأنّه مفتاح زنزانة قديمة. يطلّ عليك المطبخ أولاً حيث أعمدة خشبية بارزة في السقف، ويستقبلك باب حديدي أسود عند نهاية المطبخ أشبه بأبواب السجن القديمة، ومنه تخرج إلى الحديقة الخلاّبة حيث تتوسّط بحيرة المساحات الخضراء.



تتوزّع المداخن في مختلف غرف المنزل تقريباً، ويضم غرفة طعام تحاذيها صالة جلوس لتنتقل بعدها إلى غرفة المكتب الدافئة حيث تزمجر نار المدخنة، مضفية على المكان سحر الزمن الذي مرّ عليه. وفي الطابق الثاني تتوزّع ثلاث غرف نوم واسعة تتخلّلها ديكورات خشبية على جدرانها وسقوفها ومدخنة مزينة بصندوق قديم في الغرفة الرئيسية. تتوجّه بعدها إلى الطابق الثالث حيث غرفتي نوم للضيوف تطلاّن على الحديقة، ينخفض السقف فيهما وتبدوان أشبه بالغرف التي تتحدّث عنها الأساطير.



في عام 1930، امتلكت امرأتان البيت القديم، وافتتحت كلٌّ من إيدا مار وأختها دوللي براون فيه صالة شاي لمدّة 30 عاماً. عملت الآنسة مار مربية للأميرة إليانا، البنت الصغرى لملكة رومانيا ماري، وسافرت حول العالم مع العائلة المالكة. والجدير بالذكر زيارة الملكة ماري وملك يوغوسلافيا وأميرات وأمراء وعديد من أصدقاء مار لها في البيت القديم.



إقرأ أيضاً:متاحف صغيرة في بيوت فلسطينيّة تحكي التراث والتاريخ

إقرأ أيضاً: البيوت الصغيرة يمكن أن تصير أجمل من الكبيرة
دلالات
المساهمون