"البيت الخليجي" يتصدّع في قطر بانتظار الوساطة

05 مارس 2014
ترقب وساطة كويتية بعد سحب سفراء خليجيين لدى قطر
+ الخط -

شكّل قرار سحب سفراء السعودية والامارات والبحرين لدى قطر، اليوم الأربعاء، مفاجأة، في ظل ما تم تداوله في الأيام الماضية عن وجود وساطات تهدف إلى تهدئة الأجواء قبل انعقاد القمة العربية نهاية الشهر الجاري، في الكويت. فبعد ساعات من اختتام اجتماع وزراء خارجية "مجلس التعاون لدول الخليج العربي" الطارئ في الرياض، أعلنت الدول الثلاث، في بيان مشترك، سحب سفرائها لدى الدوحة، في حين التزمت الأخيرة بضبط النفس، مشيرة إلى أن "القضايا الخلافية حول مسائل إقليمية وليست بينية".

وفيما يرتقب قيام الكويت بوساطة جديدة لرأب صدع البيت الخليجي، أملت الجامعة العربية أن يكون ما حدث مجرد "غمامة صيف"، في حين اعتبرته القاهرة رداً طبيعياً على قطر.

ووسط أجواء متوترة بين قطر وجيرانها الخليجيين، وجولتين للدبلوماسية الكويتية بين "الاشقاء"، اتخذت مصر موقفا تصعيدياً الشهر الماضي باستدعاء سفيرها من الدوحة للتشاور، ثم قررت، أمس، فرض تأشيرات على الدبلوماسيين القطريين المتوجهين إلى القاهرة، وبعد ذلك بساعات وعقب ختام الاجتماع الوزاري الخليجي، الذي وصف بـ"العاصف"، صدر بيان ثلاثي، اليوم الأربعاء، بسحب سفيري السعودية والبحرين والقائم بالأعمال الاماراتي من الدوحة.

وجاء في البيان أن قطر لم تلتزم باتفاق القمة الثلاثية، في إشارة إلى قمة الرياض التي ضمت أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني والعاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح. كما اتهم البيان الدوحة بأنها لم تلتزم باتفاق 17 فبراير/ شباط الماضي مع الكويت بوضع آلية تطبيق اتفاق الرياض.

وأكد البيان أن القرارات المتخذة بحق قطر، دبلوماسياً، قابلة للتصعيد، لكنها لن تمسّ المواطنين في دولة قطر.

وردت الدوحة، في بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء، بأنها لن تقوم بإجراء مماثل، معربة عن صدمتها من القرار، مشددة على ضرورة الحفاظ على العلاقات الخليجية الأخوية.

وأكدت أنه لا علاقة "للخطوة التي أقدم عليها الأشقاء بمصالح الشعوب الخليجية وأمنها واستقرارها، بل باختلاف في المواقف حول قضايا واقعة خارج دول مجلس التعاون".

في الأثناء، قال رئيس مجلس الأمة الكويتي، مرزوق الغانم، إنه يتطلع إلى أن يتمكن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، من رأب الصدع بين دول الخليج، وأمل المسؤول الكويتي "ألا يؤثر سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من قطر على القمة العربية المقبلة في الكويت"، في أواخر الشهر الجاري.

وذكر مصدر في وزارة الخارجية الكويتية، أن بلاده ستعمل على مباشرة وساطة بين قطر ودول الخليج لاحتواء التوتر الجديد.

ولا يزال للكويت وسلطنة عمان تمثيلاً دبلوماسياً على مستوى السفراء في الدوحة.

تأييد مصري

وفور صدور البيان الثلاثي، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، بدر عبد العاطي، أن قرار الإمارات والسعودية والبحرين بسحب سفرائها من الدوحة، يعكس رفض هذه الدول الشقيقة وتحفظاتها على مواقف وسياسات قطرية، وأنها رأت توجيه رسالة مماثلة لما سبق أن طالبت به مصر مراراً بضرورة "الالتزام الكامل بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادة الدول وإرادة شعوبها".

وقال عبد العاطي، رداً على استفسارات حول مستوى التمثيل الدبلوماسي المصري في قطر، إن "السفير المصري بالدوحة، محمد مرسي، موجود بالفعل في القاهرة منذ بداية شهر فبراير/ شباط الماضي، وإن قرار استبقائه في مصر قرار سياسي وسيادي جاء نتيجة لأسباب موضوعية من بينها استمرار التدخل في الشأن الداخلي لمصر وعدم تسليم المصريين المطلوبين لمحاكمتهم، فضلاً عمّا تبثه قنوات فضائية من أكاذيب وافتراءات تتعلق بتطورات الأوضاع في البلاد"، وذلك في إشارة إلى قناة الجزيرة.

دعوة عربية للتهدئة

وأعربت جامعة الدول العربية عن أملها في أن تعود العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي إلى طبيعتها، وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد بن حلّي، إن الجامعة "تأمل أن تكون هذه التطورات السلبية التي تناقلتها وسائل الإعلام عبارة عن غمامة صيف ستنقشع وتعود المياه إلى مجاريها"، مؤكداً حرص الجامعة على وحدة الموقف العربي واعتبار أن التضامن العربي سيظل العروة الوثقى لأمن بلداننا وسلامتها وسيادتها واستقرارها وتحقيق مصالحها. ورفض معظم المندوبين في الجامعة العربية التعليق على موضوع سحب السفراء، فيما أشار مندوب ليبيا إلى أن قرار سحب السفراء سيضر بالعلاقات الخليجية وبالعرب.

المساهمون