أفادت مصادر متطابقة بأن "جبهة البوليساريو"، التي تطالب بانفصال الصحراء عن سيادة المغرب، استبقت صدور قرارٍ لمجلس الأمن الدولي، تسرّب عدد من توصياته إلى وسائل الإعلام، وسحبت قواتها من منطقة الكركرات الحدودية.
وأوردت المصادر ذاتها أن المسلحين التابعين لـ"البوليساريو" الانفصالية انسحبوا، الجمعة، مع معداتهم ومدرعاتهم العسكرية من منطقة الكركرات، الواقعة بين الجدار الرملي في الصحراء المغربية والحدود الموريتانية.
وغادرت الوحدات العسكرية التابعة لـ"جبهة البوليساريو" منطقة الكركرات متوجهة إلى مخيمات تندوف، إذ فككت مخيماتها، وجمع مسلّحوها أغراضهم، وغادروا المكان بشكل مفاجئ، بعدما كانت ترفض الانسحاب عقب قرار المغرب الانسحاب من جانب واحد في 26 فبراير/ شباط الماضي.
ويرى مراقبون أن انسحاب "البوليساريو" من الكركرات الحدودية جاء بعد علم قيادة الجبهة بقرار مجلس الأمن الدولي، الذي سيصدر في الساعات القليلة المقبلة، والذي تسرّبت توصياته الأولية إلى وسائل الإعلام.
ومما ورد في القرار، بحسب التسريبات، مطالبة "جبهة البوليساريو" بـ"الانسحاب الفوري والكامل وغير المشروط من الكركرات"، في مقابل الإشادة بقرار المغرب الانسحاب بشكل أحادي.
ويتوقع أن يدعو القرار المرتقب "جبهة البوليساريو" إلى سحب قواتها من الكركرات، كما يطالب الأمين العام للأمم المتحدة بتقديم إحاطة في أجل أقصاه 30 يوما بشأن مدى امتثالها لبنود القرار 40/2017.
وبحسب مسودة القرار التي يجري الترويج لها، فإن مجلس الأمن سيعبّر عن رفضه لعرقلة "البوليساريو" سير المبادلات التجارية بالكركرات، كما سيشدد على احترام اتفاق وقف إطلاق النار.
كما سيبدي مجلس الأمن، وفق المسودة، دعمه القوي لجهود الأمين العام ومبعوثه الشخصي إلى الصحراء، داعيا طرفي نزاع الصحراء إلى "حل عادل دائم متوافق عليه، من خلال ترتيبات تتناسب وأهداف ومبادئ الأمم المتحدة".