نظم طلاب "طب القصر العيني" في جامعة القاهرة، اليوم الخميس، وقفة احتجاجية ضد اقتحام "البلطجية"، أمس الاربعاء، حرم الكلية، بالتعاون مع قوات الأمن، واعتقال نحو 16 طالباً من داخل الصرح الجامعي بشكل عشوائي.
وتداول طلاب كلية الطب، على صفحة اتحاد الطلبة الرسمي في "فيسبوك"، تسجيلات توضح اعتداء "البلطجية" على تظاهرة طلاب ضد الانقلاب، بواسطة الأسلحة البيضاء والعصي والحجارة والزجاج المكسور داخل حرم الجامعة، ورمي قوات الداخلية من الخارج قنابل الغاز المسيلة للدموع بكثافة في اتجاه الطلاب على مسافة بعيدة داخل الحرم، لفض تظاهرة الطلاب المناهضة لحكم العسكر.
ويروي أحد الطلاب أنه "وسط الاشتباكات، حضر عميد الكلية الدكتور، حسين خيري، مع الطلاب، وكان يتصل بعميد الشرطة المصاحب لقوات الأمن المركزي، رافضاً دخول الشرطة الحرم. وقال له: إن الوضع داخل الكلية تحت سيطرته، وليس مطلوباً من الشرطة إلا أن تؤمن الابواب من الخارج، منعاً لدخول أي من مثيري الشغب. ويتابع الطالب روايته، كاشفاً أنه "وبعد دقائق، أمطرت قوات الشرطة المتمركزة خارج الكلية الحرم الجامعي لكلية الطب البشري وطب الاسنان ومستشفياتهما، وابلاً من قنابل الغاز المسيّل، كما أطلقت أعيرة الخرطوش".
وأعقب ذلك اقتحام عدد كبير من "البلطجية" المسلحين بالأسلحة البيضاء الكلية، فيما قاومهم الطلاب بالحجارة، حتى انسحبوا إلى خارج الكلية، ثم حاول بعضهم الدخول من الباب الرئيسي للكلية، مما أدى إلى هروب الطلاب إلى الخارج والاعتداء عليهم من "البلطجية".
من جهته، يقول الطبيب في "القصر العيني" أحمد عبد الرحمن، "لم أكن أتخيل أن أشاهد قنابل الغاز تنهمر كالمطر من دون أي اعتبار لحرمة الكلية والمستشفى ولا لخطورتها على المرضى والطلاب والعمال والأطباء". وتساءل عبد الرحمن: ماذا ننتطر من سلطة تدفع البلطجية الى اقتحام الجامعات بالسيوف والأسلحة البيضاء وتلقي الحجارة والزجاجات، ويطاردون الطالبات والطلاب وبعض أعضاء هيئة التدريس؟".
ويرى أحد طلاب كلية طب الأسنان في جامعة القاهرة أن سبب عنف رجال وزارة الداخلية واقتحامهم الحرم، هو "مسيرة حاشدة لطلاب ضد الانقلاب، خرجت من مسجد كلية الطب إلى الشارع تهتف ضد ترشيح وزير الدفاع المستقيل المشير، عبد الفتاح السيسي، للرئاسة"، مشيراً إلى أنه "على الرغم من دخول الطلاب إلى حرم الجامعة، فإن الضرب من قوى الامن والبلطجية استمر".
وتابع الطالب أن المرضى كانوا يهربون من أسرتهم لكثرة الغاز، و"البلطجية" أمام باب المبنى "يلقون القبض على أي شخص مشتبه به ويسلمونه الى وزارة الداخلية".
وشدّد طلاب كليات الطب في جامعة القاهرة، رفضهم جريمة اقتحام كلياتهم، واستنكروا، في بيان صادر من حركة "شباب القصر الحر"، اليوم الخميس، "اقتحام البلطجية حرم القصر العيني"، واعتبروه "اعتداء سافراً جديداً على الجامعة المصرية وطلابها"، منتقدين سماح الشرطة لـ"البلطجية" بدخول مستشفى قصر العيني القديم، أكبر مستشفيات مصر، والذي يحتوي على عدد ضخم من المرضى الفقراء.
وقال البيان إن "البلطجية المسلحين بالسلاح الأبيض دخلوا تحت سمع وبصر قوات الأمن إلى الحرم الجامعي، مما أدى الى إصابة عدد من الطلاب".
في غضون ذلك، دعت جبهة "طريق الثورة" الى تنظيم اعتصام أمام قصر الاتحادية في ضاحية مصر الجديدة، يبدأ في 22 إبريل/نيسان الحالي ويستمر ليوم 26 من نفس الشهر للمطالبة بإسقاط قانون التظاهر الذي وصفته بـ "المكبل بالحريات".
وقال عضو الجبهة، خالد السيد، في مؤتمر صحفي إنهم "سينظمون ماراثون رياضي سينطلق من أمام دار الأوبرا المصرية باتجاه جسر عباس بالجيزة صباح السبت المقبل".
وأضاف "ستعقد عدد من الحركات الاحتجاجية مؤتمراً صحافياً لعرض الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلين السياسيين في سجون العسكر بمقر الجبهة الأحد المقبل".
وتابع "ستنطلق فاعليات بكل الجامعات المصرية، الاثنين المقبل، للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين بدعوى مخالفتهم لهذا القانون، فيما ستنظم حملة لرسم غرافيتي والحشد للدعوة للتظاهر أمام قصر الاتحادية يوم الثلاثاء". وقال إن "يوم الأربعاء، سيتم تنظيم سلاسل بشرية أعلى جسر أكتوبر بالقاهرة وعدد من المحافظات".
من جهته، نفى عضو المكتب السياسي لحركة "شباب 6 إبريل"(جبهة أحمد ماهر) محمد مصطفى، ما تداولته وسائل الإعلام حول أنهم سيطالبون الرئيس المؤقت بإصدار عفواً رئاسياً عن مؤسس الحركة أحمد ماهر والناشطين أحمد دومه ومحمد عادل.
وكانت محكمة جنح عابدين قد قضت بحبس الناشطين الثلاثة 3 سنوات وتغريم كل منهم 50 ألف جنيها على خلفية اتهامهم بخرق قانون التظاهر والاعتداء على القوات المعنية بتأمين محكمة عابدين.