"البشمركة" تضرب "داعش" وتتقدّم نحو جبل سنجار بمساندة أميركية

10 اغسطس 2014
البشمركة أطلقت معركة "شهداء مخمور "ضد داعش (الأناضول/Getty)
+ الخط -



تحولت بنادق عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، على نحو مفاجئ، إلى الشمال، حيث الإقليم الكردي المستقرّ، وما حوله من القرى والبلدات المسيحية والأيزيدية والتركمانية، التي لم تكن في يوم ما، طرفاً في أي صراع داخلي، بل على العكس وقعت هي الأخرى، فريسة نتائج سياسة التهميش والإقصاء، التي نفذتها حكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي، طوال السنوات التسع الماضية.
وأدت المعارك على حدود إقليم كردستان، إلى برود الجبهة الغربية والوسطى من العراق، باستثناء القصف الممنهج، بواسطة البراميل المتفجرة، التي تسفر بشكل يومي، عن مقتل وجرح عشرات المدنيين.

ولاقت هجمات تنظيم "الدولة الإسلامية"على القرى الشمالية في كردستان، ردود فعل غاضبة ومستنكرة من قبل الفصائل العراقية المسلّحة والعشائر والقوى السنية المؤيدة للانتفاضة بوجه حكومة المالكي، إذ اعتبروها تشويهاً للثورة، على غرار ما حدث في سورية تماماً.

وأعلنت وزارة البشمركة الكردية، اليوم الأحد، عن سيطرة مقاتليها على مدينة الكوير الحيوية، بعد معارك استمرت ساعات عدة مع قوات "داعش"، تمكنت خلالها من إيقاع خسائر في صفوف التنظيم، اضطرته إلى الانسحاب.

وقال المتحدث باسم الوزارة، هلكرد حكمت، في مؤتمر صحافي، في أربيل، إنه "خسرنا شهيداً وأُصيب آخر، اليوم الأحد، في تصدّي قواتنا لأربع هجمات لمسلّحي داعش، على ناحية جلولاء في محافظة ديالى، وخسروا خلالها العديد من عناصرهم وهُزموا".
وأعلن عن استعادة عدد من المناطق التي كانوا خسروها قبل أيام، ومنها قضاء مخمور القريب من أربيل.

وأضاف "في محور الخازر غرب مدينة أربيل (نحو 40 كيلومتراً)، قام "الإرهابيون بتفجير جسرين يربطان المنطقة بأربيل، بعدما هربوا من المنطقة ليمنعوا البشمركة من مطاردتهم".
ولفت الى أن "القوات الكردية حققت تقدماً بواسطة وحدة خاصة، وصلت الى جبل سنجار لمساعدة الآلاف من النازحين الفارين".
وأكد أن "قوات البشمركة استعادت قضاء مخمور، وناحية الكوير، والقرى التابعة لها، والتي تقع على مسافة 55 كيلومتراً جنوب غرب أربيل بعدما كانت فقدتها لصالح المسلحين قبل أيام". وكشف أن "البشمركة تمكنت من قتل 24 عنصراً من داعش، وإصابة 18 آخرين، ومن بين القتلى مسؤول يدعى أبو مسلم تركي".

وأوضح حكمت لـ"العربي الجديد"، أن "البشمركة ستستمر في هجومها المضاد ضد داعش، حتى تطهير جميع القرى والبلدات الحدودية مع كردستان، ذات الغالبية الكردية والمسيحية والأيزيدية".

من جهته، قال القيادي في الحزب "الديمقراطي الكردستاني"، جمال مورتكة، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات البيشمركة، سيطرت على مدينة الكوير، وقواتنا تواصل التقدم، ولم يتبقّ إلا قرى صغيرة، حتى نعلن الانتصار في معركة شهداء مخمور، التي أطلقتها قواتنا على عملية التصدي لداعش".
وأوضح مورتكة أن "مقاتلات أميركية قصفت مواقع خلفية لداعش، وتركت عملية الاشتباك مع جيوبها الصغيرة للبشمركة، بسبب المسافة القريبة التي تفصل الطرفين، وصعوبة قصف تلك المواقع خوفاً على قواتنا من التأثر بها ".

وكان آمر لواء البشمركة، في الكوير، العقيد بارزان ناجي سيامند، قد أعلن في تصريح بثه تلفزيون "كردستان" الحكومي، أن "البشمركة حالياً تقوم بعمليات التفاف سريعة على مواقع ضعيفة لداعش، وحتى الآن لم نسجل خسائر بشرية في صفوفنا". في حين أكد المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة، الفريق قاسم عطا، أن "الضربات الجوية الأميركية المحدودة ضد مسلحي داعش، تمّت وفق اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين".
وأضاف أن" تلك العمليات الجوية تمثل دورا مساندا لجهود وقف تقدم مسلحي داعش، إلى المدن والبلدات الشمالية الأخرى، وتجري بعلم وموافقة الحكومة العراقية".

وقال شهود عيان من سكان مدينة سنجار، إن "الطائرات الأميركية حلّقت ظهر اليوم الأحد، لأكثر من نصف ساعة، قبل أن تقوم بتوجيه ثلاث ضربات على مواقع، يرجّح أن المسلحين يوجدون فيها من بينها سفح جبل سنجار الكبير، الذي تتحصّن على قمته عشرات العائلات منذ أيام عدة". وأوضحت الصحافية العراقية، ماريا كفري، لـ"العربي الجديد"، أن "الطائرات قصفت أهدافاً عدة، وشاهدنا من مسافات بعيدة سيارات رباعية الدفع تتوجه إلى مكان الضربات، بعد دقائق من وقوعها".

ولفتت إلى أن "داعش يضمّ في صفوفه، عشرات المقاتلين الأكراد، الذين يشكّلون نقطة قوة للتنظيم، في تلك المنطقة بسبب درايتهم بالمكان، لكن الغارات الأميركية أوقفت تقدمهم بشكل كبير، فبدأ انسحابهم باتجاه مدينة الموصل، التي باتت قاعدة عسكرية لهم".