تنطلق اليوم الثلاثاء مداولات اللقاء الأمني الثلاثي الروسي الأميركي الإسرائيلي، حول الأوضاع في سورية والوجود الإيراني داخل الأراضي السورية وسط التزام معلن بأمن إسرائيل.
فبعد أن كان مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، قد أكد التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، وأخذ الولايات المتحدة في خطة الرئيس دونالد ترامب المخاوف الأمنية الإسرائيلية بعين الاعتبار وموقفها بشأن عدم الانسحاب من الأغوار، أكد أمس مستشار الأمن القومي الروسي، نيقولاي باتريشوف بدوره التزام روسيا بالأمن الإسرائيلي، معتبرا خلال لقائه برئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أن أمن إسرائيل هو "مصلحة روسية أيضاً".
ومن المقرر أن يناقش اليوم الثلاثاء، مستشارو الأمن القومي الروسي نيقولاي باتريشوف، والأميركي جون بولتون، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات الترتيبات الأمنية والأوضاع في سورية، وسط إبراز الأميركيين والإسرائيليين لمسألة إنهاء الوجود الإيراني على الأراضي السورية.
في المقابل فإن روسيا تسعى لتركيز المداولات حول الأوضاع المستقبلية "ما بعد استقرار النظام"، ومسائل إعادة إعمار سورية.
ولفتت الصحف الإسرائيلية إلى أن اللقاء سيتناول أيضا قضايا إقليمية أخرى، لم تتم الإشارة إليها بشكل واضح ومحدد، وإن كان يبدو أن هذه القضايا تتعلق بلبنان وحزب الله. في المقابل ينتظر أن يشارك نتنياهو اليوم في اللقاء وفي المداولات لعدة ساعات. ومن المقرر أن يتم رفع مخرجات اللقاء اليوم وعرضها خلال اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في مؤتمر الدول الصناعية.
وكانت روسيا قد أبرزت في الأيام الأخيرة أنها ستعرض خلال اللقاء "المصالح الإيرانية باعتبار أن إيران دعيت إلى سورية من قبل النظام"، فيما تؤكد إسرائيل والولايات المتحدة أن من أهم المسائل إخراج القوات الإيرانية من سورية.
ويشير مجرد انعقاد اللقاء في إسرائيل إلى عمق التنسيق والتعاون الأمني والعسكري بين إسرائيل وروسيا، بما في ذلك داخل الأراضي والأجواء السورية منذ مذكرة التفاهم والتنسيق العسكري التي أعلنت في سبتمبر/أيلول من العام 2015، ونظمت النشاط العسكري لطيران الاحتلال في الأجواء السورية، بما يضمن تنسيقا مع القوات الروسية على الأراضي السورية لتفادي معارك واشتباكات جوية بين المقاتلات الإسرائيلية والقوات الروسية.
وكان نتنياهو استهل لقاءه أمس بالمستشار الروسي بالثناء على الجهود الروسية في استعادة جثمان الجندي الإسرائيلي زكريا باومل من سورية، مضيفا أنه لولا انتصار الجيش الأحمر على الجيوش النازية قبل سبعين عاما لما تسنى إقامة دولة إسرائيل.
وكرر نتنياهو خلال اللقاء القول إن إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وأن "الدفاع عن النفس هو عبرة مهمة من تاريخ القرن العشرين وخاصة للشعب اليهودي ودولته".
إلى ذلك، أثنى نتنياهو مجددا على التعاون الأمني بين إسرائيل وروسيا في سورية وجهود التنسيق بين القوات الجوية لجيش الاحتلال والقوات الروسية، على مدار العامين الماضيين في كل ما يتعلق بضرب الأهداف الإيرانية في الأراضي السورية، مضيفا أن هذا التعاون ساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وبحسب نتنياهو كما أورد موقع صحيفة غلوبوس، فإنه من المقرر أن يصل الرئيس بوتين إلى إسرائيل لوضع حجر أساس لنصب تذكاري لتخليد حصار لنينغراد وافتتاح نشاطات إحياء الذكرى الـ75 لتحرير معسكر الإبادة النازي أوشفيتس.
من جهته قال مستشار الأمن القومي الروسي نيقولاي باتريشوف في اللقاء "خلال زيارتنا سنركز على الوضع العام في المنطقة وفي سورية على نحو خاص. نحن نولي اهتماما خاصا لموضوع أمن إسرائيل، وكي يتم حل المشكلة السورية ينبغي إعادة السلام في المنطقة وفي سورية أيضا".
وأضاف باتريشوف أنه من أجل تحقيق الهدوء في سورية ينبغي اتخاذ خطوات لإنهاء التوتر الداخلي: "يجب ضرب مجموعات الإرهابيين داخل سورية، أمن إسرائيل هو أيضا مصلحة لنا لأنه يعيش هنا نحو مليونَي مواطن من بلادنا".
ولفت إلى أن إسرائيل تدعم المواقف الروسية في عدة محافل بما في ذلك في الأمم المتحدة.