كشفت الحملة الانتخابية الفرنسية عن مظاهر إضافية في استهداف الإسلام والمسلمين، وليس فقط مارين لوبان، وحدها وراء هذا الاستهداف، بل حتى مرشح اليمين الكلاسيكي، فرانسوا فيون، يعمل في هذا الصدد. فبَعد كتابه ذي العنوان المستفز: "التوتاليتارية الإسلامية"، لم يتردد في اقتراح "وضع الديانة الإسلامية تحت المراقبة الإدارية"، وهو ما قوبل برفض وانتقاد مختلف ممثلي الديانة الإسلامية في فرنسا.
وقد كشفت الحملة الانتخابية بالغة القسوة، عن كثير من عدم الفهم، وحتى الجهل، بهذه الديانة وأتباعها. وليس من النادر أن تسمع سياسيين فرنسيين يتنافسون في انتقاد ما يرون أنه سيطرة من السلفيين ومن الإخوان المسلمين على إسلام فرنسا. صحيح أن مانويل فالس، حين كان رئيسا للحكومة، لم يكن يتوقف عن ترديدها. ولكن الظروف الانتخابية تمنح لهذه الاتهامات المغرضة وقعا أكبر لدى الناخبين الفرنسيين.
ويرى عمّار لصفر أن انعقاد هذا اللقاء السنوي في هذه الفترة، التي تسبق الانتخابات الرئاسية والتشريعية في فرنسا، فرصة لتنوير الزوار من الناخبين الفرنسيين. داعيا إلى الرد على مختلف مواقف المرشحين، من منطلق المُوَاطنَة.
والغريب أن السلطات الفرنسية التي تردد، ليل نهار، ضرورة بزوغ إسلام فرنسي، غير تابع لدول عربية وإسلامية، كالمغرب والجزائر وتركيا، لا تزال تستنجد بهذه الدول، من حيث تكوين الأئمة، كما أن مسجد باريس الكبير لا يزال يحظى بمحاباة السلطات الفرنسية. رغم أن اتحاد الجمعيات الإسلامية في فرنسا، كان سبّاقا إلى تأسيس "المجلس الأوروبي للفتوى والبحث"، سنة 1994، كما أن المساجد التابعة له لم تنتظر تعليمات وزارة الداخلية الفرنسية بإلقاء خطب الجمعة باللغة الفرنسية، فقد شرعت فيها قبل أكثر من عشرين سنة. كما أنها كانت رائدة في تأسيس "الفدرالية الوطنية للتعليم الإسلامي"، تعتبر ثانوية ابن رشد، في مدينة ليل، إحدى أهم نجاحاتها.