استدعت وزارة الخارجية التركية، الجمعة، السفير الأميركي في أنقرة ديفيد مايكل ساترفيلد، على خلفية اعتماد مجلس الشيوخ الأميركي قرار الإبادة الأرمنية، فيما سارع مسؤولون أتراك بارزون إلى التنديد بالخطوة، داعين الإدارة الأميركية إلى مراجعة مواقفها.
ونقلت وكالة "الأناضول"، بناء على مصادر دبلوماسية، أن نائب وزير الخارجية التركي، سدات أونال، أبلغ السفير الأميركي "رفض تركيا لقرار مجلس الشيوخ حول الإبادة الأرمنية المزعومة".
من جهته، دان فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اعتماد مجلس الشيوخ الأميركي مشروع القرار الذي يعتبر أحداث عام 1915 "إبادة جماعية" للأرمن، وذلك في تغريدة نشرها على حسابه في "تويتر".
وقال أوقطاي إن "مجلس الشيوخ الأميركي يحاول إعادة كتابة التاريخ بالأكاذيب، عبر تبنيه قرار الإبادة الجماعية المزعومة. الشهود الحقيقيون للتاريخ ليسوا قرارات مجلس الشيوخ أو النواب إنما أرشيف التاريخ".
وأضاف: "الذين يحاولون إقحام القضايا التاريخية في المجال السياسي، نحيلهم إلى الأرشيفات فهي مفتوحة للعلماء والمؤرخين"، قبل أن يختتم بالقول: "ندين ونرفض قرار مجلس الشيوخ الأميركي".
كما قلل رئيس البرلمان التركي، مصطفى شنطوب، من شأن قرار الكونغرس الأميركي قائلا "لا يؤخذ على محمل الجد"، وذلك في تصريح للصحافيين في العاصمة أنقرة.
وشدد رئيس البرلمان التركي أن الولايات المتحدة لا تهمها مسألة الأرمن ولا أحداث 1915، وإنما تستخدم كل ما هو متاح لها من أجل تعزيز موقعها في قضايا راهنة تتفاوض فيها مع تركيا.
وأشار شنطوب إلى أن البرلمان التركي أدان قرار مجلس الشيوخ الأميركي، مؤكدا أنّ الولايات المتحدة تستغل أحداث 1915 والأرمن.
وأوضح شنطوب أن البت بالمسائل التاريخية ليست من مهمة البرلمانات، مضيفا أنه "لو سئل أعضاء مجلس الشيوخ عن أحداث 1915، لا أعتقد أنهم يمتلكون أي إجابة". وتابع "إن الشيء الوحيد الذي يحفّز هؤلاء هو اتخاذ قرار يزعج تركيا".
أما وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، فاعتبر من غير الصواب أن يتبنى السياسيون قرارات أو مزاعم بشأن قضايا تاريخية لا أساس لها.
ودعا أكار إلى مراجعة الوثائق والأرشيف خلال تلك الفترة، مؤكدا أن الجميع سيرى أن تاريخ الأمة التركية طاهر من تلك المزاعم.
يشار إلى أن ترامب استخدم عبارة "الكارثة الكبرى" لأحداث عام 1915، والتي يعتبر فيها يوم "24 إبريل/نيسان" يوما لذكرى ما يسمى بـ"الإبادة الأرمنية" المزعومة.
(العربي الجديد، الأناضول)