"الأمن الوطني" يتدخل ضدّ مرشحي شفيق

06 يناير 2015
"الأمن الوطني" يتدخل لاستبعاد مرشحي شفيق (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر سياسية مصرية، لـ "العربي الجديد" عن تصاعد الخلاف بين المرشح الرئاسي الأسبق أحمد شفيق المقيم حالياً في دولة الإمارات، والنظام الحالي برئاسة عبد الفتاح السيسي، وتدخل جهاز الأمن الوطني لمصلحة الأخير.

وقالت المصادر التي فضلت عدم نشر اسمها إن أجهزة أمنية معلوماتية، وفي مقدّمتها جهاز الأمن الوطني، عُرضت عليها قوائم مبدئية تضم أسماء مرشحين في إطار القوائم الانتخابية التي تشكّلها أكثر من شخصية سياسية، في مقدّمتها رئيس الوزراء الأسبق كمال الجنزوري، وعبد الجليل مصطفى، مؤسسة حركة "9 مارس" لاستقلال الجامعات.

وبحسب المصادر نفسها، فإنّ جهاز الأمن الوطني اعترض على عدد كبير من المرشحين بدعوى أنّهم مدعومون من شفيق، والذي تمرّ علاقته مع السيسي في مرحلة توتر واضح منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وأشارت إلى أن "قيادات جهاز الأمن الوطني المسؤولين عن ملف الانتخابات البرلمانية أكدوا لعدد من الداعين لتشكيل قوائم انتخابية أن من ستثبت علاقته بشفيق من المرشحين سيكون في عداد الراسبين (في الانتخابات) بشكل مسبق".

ويأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه مصدر مقرب من الجنزوري أنّ الأخير استبعد أكثر من 1500 شخصية طلبت الترشح على القوائم الخاصة التي يقوم بتجهيزها لخوض السباق بدعوى عدم اتفاقها مع المعايير الموضوعة.

وقال المصدر، الذي فضل عدم نشر اسمه، لـ "العربي الجديد"، إن "من بين المستبعدين عددا من الوزراء السابقين ورجال الأعمال، وبعض القيادات العمالية". في حين كشف المصدر نفسه عن لقاء جمع الجنزوري أخيراً مع رئيس جهاز المخابرات الأسبق مراد موافي، تناول دعوة الأخير لخوض الانتخابات على القائمة التي يقوم الجنزوري بتشكيلها.

وأدى الصراع المتصاعد بين شفيق والنظام الحالي إلى هروب عدد كبير من حلفاء المرشح الرئاسي الأسبق خشية إغضابهم أجهزة الدولة التي ستدير العملية الانتخابية المقبلة، وكان في مقدمة هؤلاء حزب المؤتمر الذي يتزعمه المرشح الرئاسي السابق عمرو موسى، الذي اتجه للتفاوض مع باقي القوائم الأخرى للتحالف معهم، إذ اقترب بشكل كبير من التحالف مع قائمة الوفد المصري، التي بدأت في استقطاب الهاربين من تحالف شفيق (الجبهة المصرية).

ومن المقرّر أن يجتمع اليوم الثلاثاء رئيس حزب "الوفد"، السيد البدوي، مع ممثلي أحزاب "الغد"، و"التجمع" و"المؤتمر"، والذين قرّروا ترك تحالف الجبهة، بشأن الاتفاق على الخطوط العريضة للتحالف معهم، ومناقشة عدد المرشحين الذين سيقدّمهم كل حزب من الأحزاب الثلاثة.
وتجدر الإشارة إلى أنه في الوقت الذي تشتعل فيه الصراعات المتعلقة بالتحالفات الانتخابية بدأ عدد كبير من قيادات الجيش السابقين، بالنزول إلى الدوائر الانتخابية والاجتماع مع كبار العائلات والقبائل بشأن الحصول على دعم مسبق لهم خلال الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها منتصف مارس/آذار المقبل.