تشهد تونس هذا الخريف العديد من التظاهرات التي تُعنى بالموسيقى على اختلاف أنواعها. بعد اختتام "أيام قرطاج الموسيقية" منذ أربعة أيام، تحتضن مدينة سيدي بوسعيد الأسبوع المقبل مهرجان "ثلاثيات" المتخصّص بالموسيقى الآلاتية، إلى جانب برمجة عروض ضمن "أسبوع الفن المفتوح" الذي يتواصل حتى العشرين من الشهر الجاري.
في الوقت نفسه، تنتظم تظاهرة "الأكتوبر الموسيقي" التي تنطلق فعاليات دورتها الرابعة والعشرين في فضاء "أكروبوليوم" في قرطاج شمالي العاصمة عند الثامنة من مساء بعد غدٍ الجمعة، وتتواصل حتى الحادي والثلاثين من الشهر الجاري.
يتضمّن البرنامج عشرين حفلاً يقدّمها فنانون من ستّة عشر بلداً، هي: المغرب وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا والنمسا والولايات المتحدة وإيران وبلغاريا واليابان وبولندا والتشيك والمملكة المتحدة ورومانيا وروسيا، إلى جانب تونس.
تُفتتح التظاهرة بعرض "للّا" للفنانة التونسية أمينة الصرارفي، التي تمزج خلاله بين إيقاعات السطمبالي والتيجانية والعيساوية وموسيقى المالوف الأندلسي، في حوار بين آلات البيانو والقانون والكمان والطبلة والبندير والدربوكة، بمشاركة عازفين ومنشدين وراقصين يقدّمون لوحات كوريغرافية في حضرة نسائية تتناول سيرة عدد من مشاهير المتصوّفات في التاريخ التونسي.
وتُختتم التظاهرة بحفل للموسيقي التونسي شادي القرفي الذي جمع في آخر مشاريعه التي قدّمها العام الماضي الأوركسترا الغربية والآلات التقليدية في محاولة لتوثيق ستين عاماً من الموسيقى التونسية في شكل بوليفوني يدمج بين الغناء الأوبرالي والشرقي.
يركّز المنظّمون على عقد شراكات بين موسيقيين من بلدان وتجارب مختلفة، حيث يقام في الدورة الحالية حفل مشترك يضمّ الفنانيْن الروماني أندريا غريغوراس والتونسي مهدي الطرابلسي، وآخر يضمّ عازف الكمان الأميركي ديفيد ويلسون والسوبرانو أمل حفصة وعازف البيانو بسام مقني من تونس.
تشارك عدّة فرق منها: "أغماس ديخوساس" من إسبانيا، و"مجموعة باروك" بقيادة الموسيقي البلجيكي فلوريان هايريتش، والثناني أوريت وداليا أوزيال من الولايات المتحدة، والثلاثي ألكستنر فافلا وإيفا شتاينشادن وديتلاف ميالك من النمسا، والعازفتان الروسيتان ماري دارم ووفيرا ألتثار في حوار مرتجل على آلتي الهارب والكمنجة، كما تؤدي فرقة "روح المغرب" التي تتكوّن من لينا براردة ومحمد الهشومي وأنور السعيدي مقطوعات من موسيقى الحجرة.
إلى جانب عرض للفنانة الكوريغرافية الإيرانية رنا غورغاني، وميكو ميازاكين من اليابان، وماريو مارياني من إيطاليا، وبافال زلاتاروف من بلغاريا، وإيلودي فينيون من فرنسا.