"الأرض المحروقة" سياسة النظام السوري لتهجير سكان خان الشيح

17 نوفمبر 2016
يعاني المخيم لسنوات من حصار جزئي(جورج أورفيليان/ فرانس برس)
+ الخط -

تشتد الهجمة الشرسة لقوات النظام والمليشيات الموالية لها، على مخيم خان الشيح في الغوطة الغربية لدمشق، المترافقة بقصف جوي ومدفعي، ما يتسبب في إلحاق أضرار كبيرة بالمخيم، الذي يحتضن نحو 12 ألف لاجئ فلسطيني وآلاف المواطنين السوريين. وتتخوف فصائل المعارضة من أن يلقى المخيم وأهله مصير مناطق كانت تسيطر عليها الأخيرة قرب دمشق، مثل داريا، ومعضمية الشام، وقدسيا، والهامة.

 

وقال الناشط الإعلامي، أسامة الشامي، إن "الوضع في خان الشيح يسوء يوماً بعد آخر، إذ يفرض النظام حصاراً خانقاً، بالتزامن مع شن عملية عسكرية هي الأعنف منذ سيطرت عليه فصائل المعارضة. وتعتمد قوات النظام سياسة الأرض المحروقة، بهدف إفقاد الفصائل المسلحة الأراضي الزراعية المحيطة بالمخيم، وبالتالي يبقى الخيار أمام الأهالي، إما تسوية وضعهم مع النظام والعودة للحياة تحت سطوته، أو التهجير إلى مناطق المعارضة.

 

وبين الناشط في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "المعارضة المُسيطرة لا تزال تقاوم هجوم النظام، على الرغم من القصف العنيف، وعملوا على استعادة بعض النقاط التي خسروها، خلال الأيام الفائتة، في وقت لا يغيب الطيران الحربي والمروحي عن سماء المنطقة". ولفت إلى أن "اشتباكات عنيفة تدور، اليوم الخميس، على محور البويضة، في وقت رمى الطيران المروحي التابع للقوات النظامية أكثر من 40 براميلاً متفجراً، تزامنت مع سقوط عدد من صواريخ الفيل شديد الانفجار، وقذائف المدفعية الثقيلة".

 

من جهتها، أكدت مصادر إعلامية موالية في دمشق، استهداف قوات النظام منطقة خان الشيح عبر مختلف الأسلحة الثقيلة، في ظل حدوث اشتباكات عنيفة على أطراف الحي.

وأفادت مصادر معارضة في وقت سابق "العربي الجديد"، أن "هناك مشروع تسوية في خان الشيح، مشابه لقدسيا والهامة، إلا أن إصرار النظام على إخراج الرافضين للتسوية إلى إدلب، فيما يرغبون هم بالتوجه إلى القنيطرة ودرعا في الجنوب، لأنهم يتحدرون من تلك المناطق، عطل المفاوضات ورفع من وتيرة العملية العسكرية".

ويحذر ناشطون وقوى معارضة من سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها النظام والروس، لإخضاع المناطق المعارضة، وخصوصاً تلك الموجودة في العاصمة دمشق وريفها، وإلحاقها بعمليات تهجير لتلك المناطق، والذي يعتبر نوعاً من التهجير القسري، وانتهاكاً للدستور السوري وحقوق الإنسان، ما سيترك أثره السلبي على المجتمع السوري لعقود مقبلة.   

 

ويعاني خان الشيح من حصار جزئي، منذ نحو 4 سنوات، في ظل ضعف الدعم الذي تعاني منه الفصائل المعارضة المسيطرة عليه، ما يجعل فرص استمرار سيطرتها عليه ضعيفة، إذا ما قورنت إمكانياتها مع الدعم الذي يتلقاه النظام من الروس والإيرانيين والمليشيات الأجنبية.    

المساهمون