في أواخر القرن التاسع عشر، برز تيار جديد في التصميم باسم "آرت ديكو" اتّسم بالبساطة والأناقة ساد في معظم أنحاء أوروبا بين الحربين العالميتين قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة، ويترك تأثيراته في الفنون والعمارة والسينما وتصميم المجوهرات والأزياء.
استندت النماذج الأول من هذا التيار إلى مربعات ومستطيلات بارزة من الخرسانة، كما وظّفت الحفر لأشكال من النباتات والطيور، واستوحت خطوطه من الطرز البدائية مثل الخطوط الأفريقية والفرعونية والأزتكية، واتخذت تصميماته طابعاً احتفالياً.
"فلسفة عمارة الآرت ديكو وتاريخها في مصر" عنوان الندوة التي تعقد في "مركز التحرير الثقافي" التابع لـ"الجامعة الأميركية" في القاهرة عند التاسعة من مساء السبت المقبل، الخامس والعشرين من الشهر الجاري، بتنظيم من "بالعربي فلسفة".
يشارك في الندوة كل من الباحثَين محمود رياض الذي يتناول ظهور هذا الطراز المعماري في مصر في عشرينيات القرن الماضي على يد الرعيل الأول من المعماريين المصريين، ووفاء والي التي تعرض لأفكار الفليلسوف الفرنسي هنري برغسون (1859 – 1941) الذي ساهمت في انبعاث آرت ديكو.
من أبرز المعماريين الذين سيعود إليهم رياض هو علي لبيب جبر (1898 – 1966) الذي صمّم العديد من المشاريع منها مبنى إدارة شركة مصر للغزل والنسيج في المحلة الكبرى، وفيلا أم كلثوم في الزمالك، والعديد من العمارات والفيلات التي تمثّل الآرت ديكو ومنها واحدة في شارع محمد فريد مقابل بنك مصر.
مزج جبر في هذه المباني بين الأقواس الضخمة والطوابق متعددة المستويات، والأبواب الفخمة المصنوعة من الخشب والزجاج والمختفية في الجدران، والشبابيك العريضة التي أتاحت للحديقة أن تدخل البيت، والنوافذ الصغيرة من مختلف الأشكال والهيئات.
من جهتها، تتطرّق والي إلى آراء برغسون حول إشكالية الانفعال الجمالي أي رد الفعل إزاء ظاهرة الجمال، وتحليل عناصره، وأن الجمال يدركه العقل وليس الحدس، حيث هو القادر على الفحص والتعرف، فالجمال ليس مطلقاً بل يمثّل مجموعة الخواص التي تخدم الشيء وبينها الحجم والشكل واللون، وكذلك مجموع علاقاتها بالشيء نفسه.
وتخلص إلى أن فلسفة برغسون تسمح بمنح المفاهيم بعض الخصائص النسبية، إلا أنها لا تخص جوهر الأشياء بل العلاقة بين الذات والشيء، وتركت أثرها في النقد والأدب والعمارة والفنون.