"اشهد يا الله" عبارة وجد فيها أب يمني عزاءه الوحيد، بعد أن فقد طفله الرضيع بسبب غياب الأوكسجين بمستشفى في تعز. صرخة هي واحدة من صرخات عائلات فقدت أقاربها، بسبب استمرار حصار المدينة، التي تطوقها مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح.
وتستمر المعاناة التي يعيشها سكان مدينة تعز اليمنية، جراء انعدام أدنى شروط العيش، بسبب ما يزيد عن تسعة أشهر من الحصار.
وأدى الطوق الذي يضربه الانقلابيون على المدينة، إلى منع دخول الدواء والأوكسجين والفرق الطبية الإغاثية، إلى تزايد أعداد الوفيات، بعد إغلاق أو عجز كافة المستشفيات العامة، والخاصة منها لا توفر خدماتها بشكل متكامل لآلاف المرضى والمصابين الذين يتوافدون إليها على مدار الساعة.
ويمثّل الشاب محمد الشهابي أحد أشكال المعاناة في تعز، حيث نشر مساء أمس صرخة مدوية بعد وفاة طفله نتيجة عدم توفر الأوكسجين في أحد المستشفيات، وسرعان ما تحولت إلى لعنات غضب يتناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ضد حصار الحوثيين وقوات المخلوع صالح.
اقرأ أيضاً: خمس ضحايا بسبب انعدام الأوكسجين بمستشفى في تعز
وكتب المواطن محمد الشهابي في تغريدة له على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "اشهد يا الله.. ابني المولود مات بسبب عدم وجود الأوكسجين.. اشهد يا الله". لتتحول هذه الصرخة إلى موجة غضب واسعة في أوساط المجتمع اليمني.
وتناقل نشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي عبارة الشاب الشهابي على نطاق واسع، تحت وسم "#اشهد_يالله" معبرين عن تضامنهم مع والد الطفل، وسكان مدينة تعز المحاصرة منذ أشهر بشكل عام.
في السياق، أكدت مصادر طبية في المدينة وفاة ستة أشخاص خلال اليومين الماضيين، من جراء عدم توفر الأوكسجين في مستشفيات المدينة.
يشار إلى أن مليشيا الحوثي تفرض حصاراً مطبقاً على مدينة تعز منذ أشهر، حيث تمنع وصول الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية، وكذلك المواد الغذائية إلى سكان المدينة، بحسب منظمات حقوقية دولية ومحلية.
اقرأ أيضاً: نقل المياه.. مهمة صعبة للنساء والأطفال في اليمن
إلى ذلك، انتقد عدد من الناشطين اليمنيين، إهمال وكالات الإغاثة للاستجابة لكارثة تعز المحاصرة. وبدأت حملات واسعة تدعو تلك الوكالات إلى إنزال المساعدات الطبية الطارئة، لإنقاذ حياة الآلاف، عبر إسقاطها جواً من الطائرات، بدلاً من عقد اجتماعات مع مليشيات الانقلاب الحوثية في صنعاء، واستجدائهم منفذاً آمناَ للوصول إلى داخل المدينة، وهو ما لم ينجحوا فيه طيلة الأشهر التسعة الماضية.
الجدير بالذكر أن عام 2015 يرحل، من دون أن تتمكن وكالات الإغاثة من إنفاق المبالغ التي حصلت عليها طيلة العام، والمقدرة بنحو (900 مليون دولار أميركي)، موجهة لحالات الطوارئ في مناطق القتال. حيث تتصدر محافظة تعز تلك المناطق، في الوقت الذي راحت تنفقها هذه الوكالات عوضاً عن ذلك على المناطق الآمنة وشبه الآمنة قبل أن يحل العام الجديد، حسب تصريحات متتبعين للشأن الإنساني في اليمن.
اقرأ أيضاً: توقف قسم الطوارئ بمستشفى الثورة في تعز