أجمع أهالي المحتجزين بسجن العقرب المصري، على تكذيب تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري، الصادر عقب زيارته للسجن الخميس الماضي، والذي حرص فيه المجلس على تجميل وجه الشرطة المصرية وإيهام الشعب بحسن معاملة النزلاء.
وصفت والدة عمرو ربيع، المسجون في سجن العقرب، حال الزيارات قائلة "عمرو لا ينتمي لأي حزب، قُبض عليه واتعذب أكتر من 67 يوماً، حمدنا ربنا أنه حي. كانت الزيارة قصيرة لكن كنا بنطمّن عليه. بعد منع الزيارة في البداية سراً، كنا نستخرج التصاريح وننتظر دون زيارة. وبعد اغتيال النائب العام الأوضاع ازدادت سوءاً. أخدوا كل شيء منهم في الزنازين ومنعت الزيارة تماماً، ومنذ يناير/ كانون الثاني، لم أزره إلا مرتين. وكان ابني فيهما يبدو بمنظر مهين. كان شكله مزرٍ. عذبوا كل مساجين الزنازين في قسم H3 بالضرب والإهانة".
وأفاضت الأم، خلال المؤتمر الصحافي الذه عقدته مؤسسة حرية الفكر والتعبير، ومركز النديم لتأهيل ضحايا العنف، وهما منظمتا مجتمع مدني مصريتان، ظهر اليوم الأحد، بعنوان "اسمعوا منهم"، قائلة: "ابني قال لي: أنا نسيت طعم السكر. الكانتين مغلق أغلب الأوقات، ولو اشترى زجاجة مياه يصادروها قبل دخوله الزنزانة. ابني بقي 6 أشهر منذ تجريد الزنازين دون غيار داخلي. الزنزانة على الإسمنت. وهو مصاب في كتفيه ولا يتلقى أي علاج، قدمت طلباً بعرضه على الطبيب الشرعي ولم ينفذ حتى الآن. كان بيدعي على الظالمين أثناء الصلاة فيدخلوا يعذبوه ويضربوه ويطلبوا منه منع الدعاء".
"الأمراض الجلدية انتشرت بين الشباب، والتريّض ممنوع منذ 10 مارس/ آذار الماضي، أثناء الزيارة التي لا تستغرق سوى ثلاث دقائق نحدثه من خلال حائط زجاجي عن طريق سماعة ورغم ذلك نكون محاطين بالحراسة المشددة. عمرو مُنع من دخول الامتحان رغم موافقة وزارة الداخلية".
وقال والد ربيع إن الزيارات أُلغيت في السر، ما أسفر عن تكبّد الأهالي عناء الزيارات والانتظار ساعات طويلة ثم العودة دون زيارة ذويهم، وأضاف والد ربيع "ابني يتعرض للتعذيب والتهديد بالاعتداء الجنسي، ومنذ يناير/ كانون الثاني الماضي، لم أره سوى ثلاث دقائق فقط في مايو/ أيار الماضي، ودقائق أخرى في أغسطس/ آب الماضي، بعد السماح بالزيارات من جديد".
وأكد والد ربيع أن الأمن يحتجز الأدوية كي يبيعها للسجناء من جديد بالداخل، كما لا يسمح بدخول إلا وجبة واحدة مطبوخة فقط تخضع للتفتيش عدة مرات.
وقالت زوجة الصحافي المصري أحمد سبيع، المسجون في سجن العقرب منذ يناير الماضي، إيمان محروس، إن إدارة السجن تمنع دخول الأكل والأدوية والكتب وكل شيء.
اقرأ أيضاً: مصر: "اسمعوا منهم" مؤتمر صحافي عن سجن "العقرب"
وأضافت محروس "الزنازين أرضيتها بلا بلاط.. وفي زيارة سابقة وجدت شعره وذقنه طوال لأنهم رفضوا دخول كل شيء حتى الملابس نفسها منذ شهور. وفي الزيارة الثانية بعد زيارة الوفد، قال لي إنهم رفضوا مقابلة الوفد، وبناءً عليه تم منع كل شيء عنهم حتى الوجبة الوحيدة، ومدة الزيارة من دقيقة لثلاث دقائق فقط، وأوضاعهم تماماً عكس ما قاله المجلس بل أسوأ".
وقال نجل أحمد أبو بركة، إن كل المساجين في سجن العقرب في حبس انفرادي، عدا بعض الشباب الذين يتواجدون ثلاثة في زنزانة واحدة، مضيفاً "كل شيء ممنوع.. الأقلام والأوراق والمصاحف، حتى الأدوية. وفي زيارتنا الأخيرة لوالدنا سمحت قوات الأمن بدخول نوعين فقط من الأدوية ورفضت إدخال الباقي، ووالدي صحته أصبحت متدهورة للغاية، ووزنه يتناقص كما نلاحظ زيارة تلو الأخرى، إذ يُسمح له بدخول وجبة طعام واحدة فقط على مدار اليوم".
وأكدت زوجة الصحافي حسن القباني أن الزنازين في سجن العقرب مصممة لاستيعاب سجين واحد، ومع ذلك يكدسون ثلاثة في الزنزانة الانفرادية، على حد قولها.
وقالت مديحة قرقر، ابنة السياسي والأكاديمي مجدي قرقر، إن والدها مريض ويعاني من أمراض مزمنة تستلزم مجموعة كبيرة من الأدوية، ومع ذلك فهو لا يتلقى العلاج في السجن.
مؤكدة أن والدها فقد حوالي 30 كيلوغراماً من وزنه منذ حبسه، مبدية تخوفها على صحة والدها خاصة بعد وفاة 4 سجناء خلال ثلاثة أشهر، محمّلةً النائب العام المصري المسؤولية الكاملة عن صحة والدها وحياته.
وأضافت قرقر "والدي معتقل في العقرب منذ القبض عليه، وآخر مرة شاهدته فيها كانت في مارس/ آذار الماضي، لأن الزيارات ممنوعة تماماً، وعلمنا أنه بعد عيد الفطر، انفجرت مواسير المجاري بالسجن، ما تسبب في تدهور حالة السجناء ومنهم والدي المصاب بحساسية، ونُقل لمستشفى السجن".
اقرأ أيضاً: ابنة مجدي قرقر: صحة والدي في خطر
"بابا اتاخد وليس له أية انتماءات سياسية. منذ سنة تقريباً وهو في العقرب دون تهم ودون محاكمة. في العقرب ممنوع دخول الأكل تماماً"، الحديث هنا على لسان سارة خيرت، ابنة أحد المحبوسين.
وأضافت خيرت "في رمضان، كان والدي وغيره يواصلون الصيام لأكثر من ثلاثة أيام بسبب منع تقديم الطعام لهم، وكافيتريا السجن والكانتين هما وسيلتان لتكدير السجناء ليس أكثر، تُفتح لبعض العنابر فقط، وتم إغلاقهما طوال رمضان، وكل محاولات إدخال الطعام تُرفض إلا بإذن من وزير الداخلية".
أما شيماء بهجت، فقالت "لي خمسة أقارب في سجن العقرب، والدي وشقيقاي وابن عمي وأزواج أخواتي، كلهم محبوسون في زنازين انفرادي، التريّض 10 دقائق فقط يومياً. الأكل يكون حامضاً ولا يصلح حتى للبهائم، ولا يُسمح بدخول أدوات نظافة. الأدوية ممنوعة عن والدي حتى عن طريق المحامين".
وأضافت بهجت "أخدوا زوج أختي فجأة للتأديب دون أسباب.. شهر في زنزانة على الرمل. والأكل نصف رغيف يومياً. الوضع مزرٍ على الشباب قبل كبار السن. أقصى آمالنا السماح بالزيارة. الزيارة لا تتعدى دقيقة واحدة. الشيخ مرجان كان يستغيث قبل وفاته ولم يستجيبوا".
اقرأ أيضاً: مصر:"رايتس مونيتور" تكًذِب تقرير"القومي لحقوق الإنسان" عن "العقرب"
مطالب الأهالي
وتتلخّص مطالب أهالي السجناء في "عودة التريّض لكافة المحتجزين، وتزويد الزنازين بمصادر للتهوية، والسماح بدخول الأدوية وتمكين أهالي المحتجزين من الحصول على تقارير بالوضع الصحي والقانوني للمحتجزين، والسماح للمنظمات الحقوقية الدولية والمحلية بإجراء زيارات مفاجئة، وعودة الزيارات الاعتيادية، وإلغاء تصاريح الزيارة، وتمديد مدة الزيارة لـ60 دقيقة تنفيذاً للائحة السجن، والسماح للأطفال بالزيارة".
وكان وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان، وهو منظمة حكومية، قد زار سجن العقرب شديد الحراسة، الخميس الماضي، على خلفية عشرات الشكاوى عن الانتهاكات ووقائع التعذيب الممنهج داخل السجن، إلا أنه خرج بتقرير (عبر فيديو مصور) أظهر أعضاء الوفد يتناولون وجبات غذاء فندقية، وأعلن أعضاء الوفد خلو السجن من التعذيب الممنهج، ووجود ساحات رياضية وكافة الخدمات الاجتماعية والصحية والعلاجية.
اقرأ أيضاً: عمران وإسحق وعباس يتبرّأون من تقرير "زيارة العقرب"