"استقرار المغرب" مادة سجالية ساخنة بين الحكومة والمعارضة

27 يوليو 2014
رئيس الحكومة ردّ الاستقرار الى مبادرات الملك (مصطفى حبيس/الأناضول/Getty)
+ الخط -
ليست المطالب الاجتماعية أو الأوضاع الاقتصادية أو حتى الأمنية سبب السجال الجديد في المغرب، إذ تحوّل الاستقرار في البلاد الى مادة خلافية بين الحكومة والمعارضة. واندلع سجال قوي بين رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران وأحزاب المعارضة في شأن الأدوار التي قد تكون أدّتها الحكومة التي يقودها حزب "العدالة والتنمية" (الإسلامي)، في استتباب الاستقرار في البلاد، وخصوصاً في خضمّ الثورات العربية التي عصفت ببعض أنظمة المنطقة.

وبينما اتفقت مختلف أحزاب المعارضة البرلمانية على أن "الاستقرار السياسي والاجتماعي واقع موجود، لم يظهر بولادة الحكومة التي وصلت إلى لسلطة في فترة الربيع العربي"، أكد بن كيران أن "دور حكومته لا يمكن إنكاره، في إرساء الاستقرار والطمأنينة في النفوس، خلال مرحلة صعبة من تاريخ المغرب".

وانطلق السجال بتصريحات متكررة من رئيس الحكومة، يؤكد فيها أن أحد أهم إنجازات التجربة الحكومية الحالية أنها مكّنت المغرب من تجاوز تحدّيات مرحلة "الربيع العربي"، كما ساهمت في تجاوز مرحلة "الخريف العربي"، والهزّات السياسية والاجتماعية الخطرة التي عرفتها بعض البلدان.

غير أن القيادي في حزب "الأصالة والمعاصرة" المعارض، حكيم بنشماش، رأى أن "استقرار البلاد لا ينبغي أن تجعله الحكومة مطية سياسية لاستدرار العطف أو كسب الأصوات، لأن استقرار المملكة معطى تاريخي، ويعود إلى النموذج المغربي المتفرّد القائم على الانسجام بين مكونات الأمة".

من جهته، أكد زعيم حزب "الاتحاد الاشتراكي" المعارض، إدريس لشكر، أن "الحكومة الحالية ليس لها أدنى فضل في إنقاذ المغاربة من فتنة الثورات". وشدّد على أن "الدولة دأبت على إدارة مختلف الاحتجاجات بطريقة سلسة، كما أنها تُحسن التعاطي مع المتغيرات السياسية المختلفة".

في المقابل، اعتبر القيادي في حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، عبد العزيز أفتاتي، أن "نفي المعارضة لدور الحكومة في استقرار الشارع المغربي وتراجع الاحتجاجات والإضرابات أمر تريد منه تبخيس عملها في إرجاع ثقة المواطن في المؤسسات الدستورية للبلاد".

وبعد الجدل الدائر حول علاقة الحكومة بالاستقرار، عاد رئيس الحكومة ليؤكد أن "الاستقرار الذي يحظى به المغرب عززته التجربة الحكومية، إذ إن الحكومة ساهمت في تحقيق الاستقرار، غير أنها لا تدّعي أن كل الفضل لها في ذلك".

وعزا بن كيران في مداخلة له أخيراً في مجلس النواب الاستقرار السياسي والاجتماعي الذي يتمتع به المغرب إلى "المبادرات الاستباقية للملك محمد السادس، خصوصاً عند طرح دستور جديد وتنظيم انتخابات مبكرة أتت بالحكومة الحالية، فضلاً عن دعم الأحزاب للإصلاحات الإيجابية في البلاد".

ويأتي هذا السجال بين الحكومة والمعارضة متوازياً مع صدور تقرير حديث لمركز "أطلانتيك كانسل" الأميركي، ذهب إلى حدّ التأكيد أن "حفاظ المملكة على استقرارها يعود بالأساس إلى ما قام به الملك المغربي من إصلاحات دستورية".

ووصف تقرير المركز الأميركي المغرب أنه "أكثر بلدان المنطقة المغاربية استقراراً في الوقت الراهن، إذ يسود الهدوء في الشارع المغربي، كما تحرز البلاد تقدماً على مستوى الإصلاحات السياسية والاقتصادية". وشدّد على "حرب الدولة على الإرهاب وتشجيعها الإسلام المعتدل"، وفق تعبير التقرير.

المساهمون