"ادعسي عالشرق خلّي الغرب يميل"

06 سبتمبر 2015
دهشة المرأة العربية في بلاد الغرب(العربي الجديد)
+ الخط -
تقيد حرية المرأة العربية عقلية رجل مصرّ على التقوقع في كهف تقاليد ترسّخت فيه واستحال محوها من أعماقه، حتى لو حصل على أعلى الشهادات العلمية وعاش في أكثر البلاد تقدّماً.
ففي بريطانيا بلاد التقدّم، بقيت أوضاع الكثيرات من نساء العرب على حالها. وبدافع الفضول وللتعرّف عن كثب على أوضاعهنّ في هذه البلاد.
وهذا ما تؤكده الباحثة إقبال التميمي لـ "العربي الجديد"، وهي أيضا، شاعرة وأديبة ومترجمة وصحفية لما يقارب 20 عاما، حائزة على جوائز تكريمية عديدة، ومديرة "المرصد الإعلامي للصحفيات العربيات في بريطانيا".
وتفيد بأن المؤسّسات الإعلامية لا تنصف دور المرأة في المجتمع وتتجاهل حضورها الفعّال على كافّة المستويات. وأكّدت على وجود تمييز جنسي واضح في نسبة مشاركة الصحفيات العربيات، أو اختيار أعمالهنّ للنقاش أو استضافتهنّ أو توظيفهنّ في مراكز إعلامية قيادية تؤثّر في صناعة القرار. والقصص التي تنشر عن أخبار المرأة العربية غالباً ما ترتبط بفضيحة أو بحرب ونادراً ما يغطي الإعلام المتميّزات أو المبدعات من أصول عربية.
وأشارت التميمي إلى أن هناك خطا تحريريا واضحا يدل على أنّ المشرفين على أغلبية الصحافة العربية يحرصون على الابتعاد عن طرح المواضيع الجدلية.
أمّا عن ترهيب المرأة العربية في الغرب، فتروي التميمي أنّها التقت ذات يوم امرأة أمام باب
مسجد، رجتها التحدّث في برنامجها "نبض المدينة" الذي كانت التميمي تقدّمه آنذاك، عن الفتيات اللواتي يتم تزويجهن قسراً لأقاربهنّ من دون الالتفات للفارق الثقافي او الاجتماعي. تقول التميمي إنّها حين دعت المرأة للتحدّث في البرنامج عن تلك المسألة ولو عبر الهاتف، رفضت بشكل قاطع خوفاً من أن يتعرّف زوجها إلى صوتها.
وعن تسفير القاصرات لتزويجهنّ خارج البلاد، قالت التميمي إنّهم نصحوهنّ بوضع ملعقة معدنية صغيرة في ملابسهن الداخلية، بناء على تعليمات من السلطات، حتى ينطلق إنذار المعادن لدى الفحص في المطار. وفي غرفة التفتيش يتسنّى للصغيرة التبليغ عن نوايا أهلها.
تعمل التميمي متطوّعة كي تبقى حرّة في التعبير عن آرائها لا تقيّدها سياسات معيّنة. وتسعى من خلال "المرصد الإعلامي للصحفيات العربيات في بريطانيا"، إلى التعريف بإنجازات المرأة العربية. وتنشر باللغة الإنجليزية كي توصل صورة المرأة العربية المتميزة إلى الغرب وتوثّق نجاحها أكاديمياً.
أشارت التميمي إلى أنّها واجهت كأي امرأة عربية تتجرّأ على التحدّث في المحظور، صعوبات وانتقادات لاذعة، خصوصاً حين تطرّقت إلى مواضيع جنسية كالختان أو الخفاض وهوس الشيوخ في فتاوى الزواج. حاولوا إحراجها وإسكاتها لإبعادها عن الساحة الإعلامية.
بيد أنّ شعلة الحماسة في داخلها لا تزال متوهّجة. فهي لا تزال تتذكّر والدها رحمه الله حين كان يقول لها كلّما خانتها شجاعتها: "ادعسي عالشرق ... خلّي الغرب يميل".

المساهمون