بعد ساعات من إعلان منظمة الصحة العالميّة حالة طوارئ عالميّة لمواجهة تفشّي فيروس إيبولا، أعلن الرئيس النيجيري، جودلاك جوناثان، حالة الطوارئ العامة في البلاد، اليوم الجمعة، بسبب تفشي الوباء في بلاده التي سجّلت سبع إصابات، مؤكدة وفاة اثنتَين منها. وقد وافق جوناثان على تخصيص مبلغ 1.9 مليار نايرا (11.6 مليون دولار أميركي) من أموال الطوارئ لاحتواء الوباء.
وقد سجّلت في نيجيريا سبع إصابات مؤكدة بفيروس الإيبولا، منذ أن أصيب رجل بالمرض عند عودته من ليبيريا. وقد توفي مصابان اثنان، في حين يخضع بضع عشرات ممّن كانوا على اتصال بالرجل للمراقبة.
ويأتي ذلك فيما قالت منظمة الصحة العالميّة، اليوم الجمعة، إن عدد قتلى مرض الإيبولا في غرب أفريقيا ارتفع إلى 961 قتيلاً حتى السادس من أغسطس/ آب الجاري. وقد أعلنت عن وفاة 29 مصاباً يومَي الخامس والسادس من أغسطس، أربعة منهم في غينيا وواحد في نيجيريا و12 في سيراليون و12 في ليبيريا.
وظهرت 68 إصابة جديدة بالمرض، ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 1779 حالة. ومن بين الحالات الجديدة، أربع في نيجيريا، وهي أحدث دولة ينتشر فيها المرض، كذلك ظهرت إصابات جديدة في غينيا التي بدأ فيها تفشّي الوباء.
آسيا تكافح
وفي محاولة لإبقاء هذا الوباء تحت السيطرة، تلجأ الدول الآسيويّة إلى كاميرات للتصوير الحراري وتضع أطباء في المطارات للكشف عن المسافرين المرضى، فيما تكافح السلطات الصحيّة لتجنب أي تفشٍّ لفيروس الإيبولا الذي قتل نحو ألف شخص في غرب أفريقيا.
لم تسجَّل بعد إصابات مؤكدة بالإيبولا في آسيا، لكن السلطات الصحيّة التي كافحت في السنوات القليلة الماضية فيروسات قاتلة مثل إنفلونزا الطيور ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس)، تنفض الغبار عن الإجراءات التي استخدمت لمكافحة تلك الفيروسات احترازاً من الإيبولا.
وتشمل الإجراءات التي تطبّقها، استخدام كاميرات للتصوير الحراري بالأشعة تحت الحمراء لفحص المسافرين جواً المصابين بالحمّى، فضلاً عن حملات التوعية العامة. وطلبت معظم الدول من مواطنيها النظر في تأجيل سفرهم إلى المناطق المتضررة.
وقال المتحدّث باسم منظمة الصحة العالميّة، طارق يساريفيتش، إن جهود آسيا لفحص المسافرين جيّدة، موضحاً "نرى أن خطر الانتشار الدولي منخفض تماماً، والإجراءات التي اتخذتها الدول في آسيا كافية".
وتراقب السلطات الصحيّة في تايلاند التي سجلت رقماً قياسياً في السياحة العام الماضي باستقبالها 26.5 مليون سائح، 21 سائحاً منهم من سيراليون وليبيريا وغينيا. وقال المسؤولون إنهم لا يعتزمون وضع هؤلاء السيّاح في الحجر الصحي.
وفي الصين، لم ترد تقارير عن إصابات بالإيبولا، لكن السلطات طلبت من المستشفيات الإبلاغ عن أي حالات محتملة.
وأعلنت الهند أنها ستفحص المسافرين الذين يمرّون عبر الدول الأفريقيّة الأربع المتضرّرة أو الذين يبدأون رحلاتهم منها عند عودتهم إلى الهند، وخصوصاً أن 45 ألف هندي يعيشون ويعملون في تلك الدول.
وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، يوشيهيدي سوجا، إن اليابان مستعدة لإرسال أي حالات مشتبه بإصابتها بفيروس الإيبولا إلى مستشفيات خاصة لعزلها.
إلى ذلك، قال مسؤولون في سنغافورة، التي نالت الإعجاب للإجراءات الصارمة التي اتخذتها لمواجهة متلازمة سارس التي قتلت 33 شخصاً في العام 2003، إن البلاد لا تواجه سوى تهديد منخفض من فيروس إيبولا.
من جهتها، أشارت السلطات الأستراليّة إلى أنها لم تتخذ أي خطوات استثنائيّة، لكن المطارات في حالة تأهب إذا ما اكتشف من بين المسافرين مرضى. ولفتت إلى أن خطر وصول المرض إلى البلاد "منخفض بشدة".