ويمثل الإعلان، إذا ما صار إلى التنفيذ، خطوة البداية نحو طيّ صفحة الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس هادي، وإعادة تقسيم اليمن إلى شمال وجنوب على الأقل.
وجاء في الإعلان، الذي حصل "العربي الجديد" على نسخة منه: "أولاً، يُسمى القرار (إعلان عدن التاريخي)، وثانياً، (تفويض القائد عيدروس قاسم الزُبيدي بإعلان قيادة سياسية وطنية برئاسته لإدارة وتمثيل الجنوب، وتتولى هذه القيادة تمثيل وقيادة الجنوب لتحقيق أهدافه وتطلعاته)"، كما "يخول القائد عيدروس قاسم الزبيدي بكامل الصلاحيات لاتخاذ ما يلزم من الإجراءات لتنفيذ بنود هذا الإعلان".
وأضاف: "يجدد الحشد المليوني التأكيد أن الجنوب كوطن وهوية في حاضره ومستقبله لكل أبنائه وبكل أبنائه وأن جنوب ما بعد الرابع من مايو/أيار ليس كجنوب ما قبل هذا التاريخ على قاعدة التوافق والشراكة الوطنية الجنوبية".
ورفض الإعلان قرارات الرئيس هادي الأخيرة، وقال: "من هنا من مدينة عدن انطلقت اليوم الإرادة الشعبية الجنوبية صاحبة الشرعية الحقيقية دون غيرها لتعلن عن رفضها لتلك القرارات وأي قرارات مماثلة مستقبلاً وتعبر عن موقفها ورغبتها بممارسة حقها القانوني في حماية قضية الجنوب، وتحصينها وضمان سلامة مسارها، خصوصاً مع توافر العوامل الذاتية والموضوعية في هذه اللحظة التاريخية التي لا بد من التقاطها والاستفادة منها".
وقال إن "الحشد الشعبي العظيم قد جاء للحفاظ على النصر الجنوبي وتعظيمه وبناء تطلعات الشعب عليه".
ويبدو فعلاً أن ما بعد الرابع من مايو/أيار ليس كما قبله، على مستوى اليمن، وليس الجنوب فقط، إذ إنه وفي حال مضت البنود إلى التنفيذ، فإن سلطة الرئيس هادي قد أُطيح بها في عدن (العاصمة المؤقتة)، بعد أن أطيح بها قبل ما يزيد من عامين، في صنعاء بما يعني أن الإعلان سيكون مسماراً في نعش الشرعية.
إلى ذلك، يعني التفويض للزبيدي، بـ"إعلان قيادة سياسية وطنية (برئاسته) لإدارة وتمثيل الجنوب"، أن المجلس القيادي إذا ما تم الإعلان عنه، سيكون رسمياً السلطة العليا في المحافظات الجنوبية.
وفي أول رد فعل بعد الإعلان، أكدت الإمارات العربية المتحدة، أن "لكل فعل رد فعل"، وذلك عقب المهرجان الجماهيري الذي أقامه حلفاؤها في مدينة عدن، فيما بدا رسالة ضمنية للرئيس اليمني الذي دخل معها بخلافات حادة أخيرا.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، في تغريدة على صفحته الشخصية، اليوم، إن "لكل فعل رّد فعل، وإذا كان الفعل متهوراً فمن الطبيعي أن ردة الفعل تحرّر المشاعر المكبوتة، وتعرّي ما كان مسلما، وتنقل المشهد إلى مستوى آخر".
وفي الوقت الذي لم يوضح فيه الوزير الإماراتي ما يقصده بحديثه، اعتبر سياسيون يمنيون، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "سياقها واضح، وهو التظاهرة التي نظمتها القيادات المحسوبة على الإمارات في عدن جنوبي اليمن، وصدر عنها ما سمي "إعلان عدن التاريخي".