مرة أخرى يعود فنانو بيروت إلى ذاكرتها، يرممون ما تبقى منها، ويستصلحون ما تركته عمليات الهدم والردم. في هذا السياق، ينطلق معرض "إعادة بناء الذكريات" الجماعي الذي ينطلق عند السادسة من مساء 28 من الشهر الجاري في غاليري "آرت لاب" ويتواصل حتى الثاني من الشهر المقبل.
أعمال المعرض تتناول بشكل أساسي العمارة في بيروت، منطلقاً من واقعة أن 4200 بيت تراثي جرى هدمه خلال العقدين الأخيرين، على الرغم من أهمية هذه البيوت القديمة والتي أصبحت اليوم ردماً ابتلعه البحر.
يقول بيان المعرض "هذه الأبنية التي تحمل قصصاً وذكريات من حياة من عاشوا فيها، اختزلت إلى كومة من الحجارة في غمضة عين"، قاصدين عمليات الهدم التي تلت نهاية الحرب، وسميت مفارقة بـ "إعادة الإعمار" وأتت مثل الجراد على قطعة كبيرة من تاريخ المدينة.
يحاول معرض "إعادة بناء الذكريات" أن يعود إلى القصص التي توشك أن تختفي حتى من ذاكرة أهلها، من خلال الوقوف عند كاية مبنى جرى هدمه مؤخراً في منطقة الجميزة في بيروت الشرقية.
ويشارك في تصور حكايات هذا البناء وعلاقته بمحيطه البيروتي، 11 فناناً بينهم مصورين ومصممين ومخرجين سينمائيين ورسامين وموسيقيين، ومن بينهم المصمم مارك صوايا، والمخرجة كلارا قوصيفي، المصورين نويل نصار وناد عاموس ،والرسامون بترام شلش وجاك فارتابيديان ولي بوحبيب ومرتضى خوسرافي، وفنان الطباعة طارق مراد، وإيفان دبس وغابريلا لطيف في عمل رسوم تصويرية مشترك، وناجي إستر في عمل تجهيز فراغي، والموسيقية ساشا حداد.