"إخوة الظلّ".. أسماء سقطت في بئر النسيان

07 مايو 2014
تشابي الونسو (أرشيفية/getty)
+ الخط -
"الأبطال لا يولدون، بل يُصنعون".. واحدة من أشهر عبارات التحفيز التي تستخدم للحثّ على المضيّ قدماً وتطوير الذات، وربما تمثّل تفسيراً لظاهرة نجاح أحد الأشقاء من بين إخوته رغم امتلاكهم لجينات متشابهة، حيث إن الجهد المبذول يلعب دوراً كبيراً إلى جانب الموهبة في الوصول إلى النجاح، وهذا الأمر لا ينفصل عن عالم الرياضة الذي توجد فيه الكثير من الحالات التي يمكن تطبيق الأمر عليها.
سواء في كرة القدم أو عالم سباقات السرعة أو التنس توجد الكثير من الحالات لـ"أشقاء" نجوم كبار لم تر أسماؤهم النور أو تسطع مثل إخوتهم ليسقطوا في بئر النسيان، بل وفي بعض الأحيان لا يدرك أحد وجودهم رغم أنهم يعملون في المجال نفسه الذي برع فيه أشقاؤهم وهو الرياضة.
تشابي ألونسو، نجم وسط ريال مدريد الإسباني والذي سيغيب عن نهائي دوري أبطال أوروبا أمام مواطنه أتلتيكو مدريد، اسم معروف في عالم كرة القدم، ولكن هل يمتلك شقيقه، ميكيل، الشهرة نفسها؟
كانت بداية كل من تشابي (32 عاماً) وميكيل (33 عاماً)، في ريال سوسييداد الإسباني، إلا أن الشقيق الأصغر نجح كرويّاً وانتقل إلى ليفربول الإنجليزي ومنه إلى النادي الملكي، في حين أن الأكبر فشل في تكرار التجربة وظل يلعب طوال مسيرته في أندية إسبانية وإنجليزية صغيرة مثل نومانسيا وتنيريفي أو بولتون وتشارلتون أثلتيك، الذي أنهى تعاقده في 2012.
جونزالو إيجواين وفديريكو إيجواين أيضاً من عائلة "كروية جداً"، فوالدهما هو المدافع خورخي إيجواين، إلا أن جونزالو يعدّ الأنجح مقارنة بشقيقه الأكبر الذي يؤدي دور لاعب خط الوسط المهاجم.
ففي الوقت الذي لعب خلاله جونزالو لأندية مثل ريال مدريد الإسباني وحالياً لنابولي الإيطالي ويعدّ من ضمن الركائز الهجومية لمنتخب "راقصي التانجو"، فإن فديريكو لاعب كولومبوس كرو الأميركي، فشل في الانتقال إلى أي من أندية أوروبا الكبرى، وربما يكون إنجازه الأكبر أنه قائد فريقه الحالي.
واين روني.. الفتى الذهبي والمدلّل لمانشستر يونايتد، والذي يتقاضى راتباً قال عنه مدرب أوليمبياكوس اليوناني عند مواجهة الفريقين بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم أنه يكفي وحده ميزانية ناديه، اسم معروف وله ثقله الكروي والاعلامي الذي لا يقارن بأي صورة باسم شقيقه جون روني.
يبلغ عمر جون روني في الوقت الحالي (24 عاماً)، ويلعب لفريق شيستر الإنجليزي وسبق له الاحتراف في الدوري الأميركي، إلا أنه لم يحقق أي نجاحات تذكر على عكس شقيقه الأكبر، كما أنه على عكس نجم مانشستر يونايتد يرغب في اللعب إذا ما أتيحت له الفرصة لمنتخب أيرلندا.
إدين هازارد هو الآخر، الذي يعتبر أخطر لاعبي تشيلسي في الوقت الحالي وربما تتسبب تصريحاته الأخيرة ضد مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو في إنهاء مغامرته مع الـ"بلوز"، ليس وحده الذي يمثل اسم عائلته، فمعه شقيقه الأصغر منه بعامين ثورجان (21) عاماً.
تعود ملكية ثورجان، الذي يلعب أيضاً كلاعب خط وسط مهاجم، إلى الـ"بلوز"، ولكنه لم يخض أي مباراة رسمية مع الفريق الأول، ويلعب حالياً مُعاراً إلى زولته فاريجيم البلجيكي، وسبق له أن قال في تصريحات إنه يدرك أن شقيقه هو الأفضل.
الأوروجواني لويس سواريز، هداف "البريميير ليج"، والذي توّج بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، شهرته هو الآخر تتخطى بكثير شقيقه الأكبر باولو سواريز (33 عاماً).
ففي الوقت الذي لعب له لويس لأياكس الهولندي ويقدم حالياً واحداً من أفضل مواسمه مع الـ"ريدز"، وسط ما يثار بخصوص رغبة الريال في الحصول على خدماته مقابل 85 مليون يورو، فإن باولو فشل في الخروج من دائرة اللعب للأندية اللاتينية بل والأسوأ من هذا أن معظمها مجهولة ولا تتمتع بالشهرة، حيث يدافع حالياً عن قميص كومينيكاسيونس أو "الاتصالات" في جواتيمالا.
الظاهرة نفسها موجودة أيضاً في عالم التنس، فالبولندية آنييسكا رادفانيسكا (25 عاماً)، المصنفة الثالثة عالمياً، توّجت بـ13 لقباً خلال مسيرتها، كما أنها كانت أول لاعبة بولندية تصل إلى نهائي إحدى بطولات الجراند سلام الكبرى، في ويمبلدون عام 2012، كما أنها وصلت هذا العام إلى نصف نهائي دورة أستراليا المفتوحة، وتوجت أيضاً في 2006 بجائزة رابطة لاعبات التنس المحترفات كأفضل لاعبة صاعدة.
إلا أن شقيقتها الصغرى، أورسولا (23 عاماً)، التي كان أفضل تصنيف لها هو الوصول إلى المركز الـ27 وتحتل حالياً المرتبة الـ73، لم تنجح في التتويج بأي بطولة في منافسات الفردي، وفازت بلقب واحد فقط بمنافسات الزوجي عام 2007 مع شقيقتها الكبرى.
وفي عالم السرعة، حينما يسمع اسم شوماخر فإنه دائماً ما يرتبط بالأسطورة مايكل شوماخر الذي تعرّض أخيراً لحادث مؤسف أثناء ممارسة التزلج.
وحقق مايكل ما فشل فيه شقيقه الأصغر، رالف (38 عاماً)، وهو الفوز ببطولة العالم لسباقات سيارات الفئة الأولى (فورمولا 1) وليس لمرة واحدة بل لسبع مرات في 1994 و1995 و2000 و2001 و2002 و2003 و2004.
كما أن الشقيق الأكبر فاز بـ91 سباقاً، في حين أن رالف لم يفز سوى بستة سباقات خلال مسيرته في عالم الـ(فورمولا-1).
كذلك في عالم المصارعة الحرة التي برغم كونها أحد أشكال العروض الترفيهية، إلا أنها لا تخلو من خصائص بدنية لا يقدر عليها إلا رياضي محترف، فإن هذه الظاهرة موجودة حيث إن المصارع المكسيكي ألبرتو رودريجز، المعروف في الحلبة باسم "ألبرتو ديل ريو" ويعدّ من ضمن نجوم الصف الأول في اتحاد "دابليو دابليو إي"، له هو الآخر شقيق في المجال نفسه.
الشقيق الأصغر جييرمو رودريجز كان قد انضم مثل شقيقه الأكبر إلى الاتحاد الترفيهي ولكنه فشل في الصعود من قطاع التأهيل المعروف باسم "إن إكس تي" إلى العروض الحية، حيث لم يقتنع المسؤولون عن الشركة بموهبته وطردوه من الشركة، ليظل اسماً مجهولاً في ظل نجومية شقيقه.
دلالات
المساهمون