"إخوان" الجزائر يحشدون الإسلاميين لمرشحهم الرئاسي عبد الرزاق مقري

06 فبراير 2019
أتمت حركة "مجتمع السلم" الاستعدادات لحملة مقري (Getty)
+ الخط -
دعت حركة "مجتمع السلم"، أكبر الأحزاب الإسلامية بالجزائر، الإسلاميين، إلى دعم مرشحها للانتخابات الرئاسية المقررة في 18 إبريل/ نيسان المقبل، عبد الرزاق مقري، متهمة مجموعة داخل السلطة بالمغامرة بالبلاد بعد ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، رغم عدم قدرته الصحية على إدارة شؤون الجزائر.

وأكد بيان لقيادة الحركة دعوتها "المؤمنين بالانتماء النوفمبري والتيار الباديسي (نسبة إلى عبد الحميد ابن باديس، مؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين)، والرافضين للهيمنة والوصاية الاستعمارية، والديمقراطيين الصادقين المؤمنين حقاً بتمدين العمل السياسي وحماية المؤسسة العسكرية من المناكفات السياسية، والمناضلين من أجل الإصلاح والتغيير، إلى دعم والالتفاف حول المرشح عبد الرزاق مقري".

ووصف البيان مقري بأنه "القادر على مواجهة آفة الفساد بمصداقية عالية وتقويم الانحرافات وتحقيق التوافق الوطني لضمان مستقبل آمن ومزدهر للجزائر"، ملمحاً إلى أن المرشح الرئاسي للحركة ورئيسها "أنهى جمع التوقيعات المشروطة للترشح للانتخابات الرئاسية (600 توقيع من المنتخبين أو 60 ألف توقيع من الناخبين)، بوتيرة أعلى وأسرع مما خطط لها".

وأعلن البيان "إتمام الاستعدادات الخاصة للقيام بحملة انتخابية لصالح المرشح عبد الرزاق مقري، بشكلٍ يرفع من مستوى العمل السياسي في الجزائر، ويظهر القدرة التنافسية التي تملكها الحركة وحقيقة الموازين السياسية في البلد". 

وهذه المرة الأولى التي تقدم فيها حركة "مجتمع السلم" (إخوان الجزائر) مرشحاً عنها للرئاسة منذ انتخابات 1995، التي ترشح فيها مؤسس الحركة الراحل محفوظ نحناح في منافسة مع مرشح السلطة ورئيس الدولة آنذاك ليامين زروال، وحلّ حينها ثانياً بحصوله على 26 في المائة من نسبة التصويت، فيما دعمت الحركة في انتخابات 1999 و2004 و2009 الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، قبل أن تختار المقاطعة في عام 2014.

وإضافة إلى مقري، أعلن المرشح الإسلامي الثاني عبد القادر بن قرينة، رئيس حركة "البناء الوطني"، ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وتتخوّف قيادات إسلامية في الجزائر من تشتت أصوات الكتلة الإسلامية الناخبة، بسبب ذلك، خصوصًا أن بن قرينة ومقري ينتميان إلى المرجعية السياسية والفكرية ذاتها، أي "الإخوان"، إذ كانت حركة "مجتمع السلم" ــ الحزب التاريخي لـ"الإخوان" في الجزائر ــ تجمعهما معاً حتى عام 2008، حين أعلن بن قرينة ومجموعة من الكوادر الانشقاق وتأسيس حزب سياسي بديل باسم "التغيير" ثم "البناء الوطني". 

وأوضح بيان حركة "مجتمع السلم" أن "هذه الانتخابات تكتسي أهمية كبيرة، باعتبارها تؤذن بنهاية مرحلة وبداية تشكيل مرحلة جديدة، ليست الأولوية فيها للتموقع الشخصي والحزبي، وتتطلب رصّ الصف والعقلانية وعدم تشتيت القوى في ما لا طائل منه، وعدم تكرار التجارب الفاشلة المهددة لمقدرات الوطن وهويته واستقراره".
 
وبرأي حزب "إخوان الجزائر"، فإن "عبد العزيز بوتفليقة غير قادر على الاستمرار في الحكم بسبب طبيعة مرضه، وترشيحه لعهد خامس ليس في مصلحته، بل في مصلحة المنتفعين والمستفيدين من الوضع، هؤلاء يتحملون المسؤولية كاملة أمام ما ينجر عن مناوراتهم السياسية من مخاطر تهدد الجزائر"، مشيراً الى أن "تصرفاتهم ستبقى شاهدة عليهم في تاريخهم إن أقدموا على ذلك فعلاً، وسخروا مؤسسات الدولة لتمرير مشروعهم".

وحذّر البيان الأجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية مما وصفها بـ"محاولات التدخل الأجنبي والاختراق الصهيوني على كل المستويات، إذ إن تجارب الأنظمة العربية التي خضعت للابتزاز الصهيوني بغرض بقائها في الحكم فشلت في كل ما يسعد المواطن وعرضت بلدانها لكل أنواع المخاطر وفقدت في الأخير سيادتها كلية". 

المساهمون