كشف مصدر مسؤول بوزارة الصحة المصرية أنّ فيروس "إتش 1 إن 1" المعروف بإنفلونزا الخنازير، قد تحوّر في مصر وأصبح ينتقل بين البشر بعد أن كان ينتقل من الخنازير إلى البشر. وقال المصدر في تصريحات خاصة بـ"العربي الجديد" إنّ وزارة الصحة المصرية باتت تطلق على الفيروس "الإنفلونزا الموسمية البشرية" وذلك بعد أن تحوّر الفيروس وأصبح أكثر شراسة، موضحاً أن أخطر مضاعفاته الحالية هي: الفشل الرئوي وتوقف القلب ثم الوفاة.
وأكد المصدر نفسه أنّ هناك عجزاً حالياً في أمصال "إتش 1 إن 1" في البلاد وأنّ وزارة الصحة المصرية تأخرت في استيراده، وأنّها أفرجت جزئياً عن المصل الذي يباع حالياً في الشركة القابضة للمصل واللقاح التابع لوزارة الصحة المصرية "فاكسيرا"، وأنّه جارٍ الإفراج الكلي عن باقي الأمصال بعد تحليلها في المعامل المصرية. أضاف المصدر أنّ الأمصال خصوصاً مصل الإنفلونزا الموسمية خلال موسم الشتاء مهم لجميع الفئات عدا الأطفال أقل من 6 أشهر، بينما هو أكثر أهمية للأطفال أكثر من 6 أشهر ولمرضى الأمراض المزمنة (السكر والقلب والفشل الكلوي)، وكذلك مرضى ضعف المناعة، كما أنّه يعدّ مهماً أيضاً للشخص السليم للوقاية من مضاعفات الإنفلونزا وأهمها الالتهاب الرئوي وفشل القلب.
وأوضح المصدر أنّ المصل الذي يباع حالياً بالشركة القابضة للمصل واللقاح وفروعها هو لفيروس "إتش 1 إن 1" الذي كان يطلق عليه "إنفلونزا الخنازير" لكن جرت تسميته حالياً بالإنفلونزا البشرية الموسمية بعد تحور الفيروس وانتقاله بين البشر، إذ تحوّر الفيروس في مصر منذ عامين، ويقي المصل الحالي من هذا النوع من الفيروس. وأشار المصدر إلى أنّ الأمصال التي وصلت إلى مصر قليلة للغاية وهناك عجز فيها، لذلك لا يباع سوى في "هيئة المصل واللقاح" وكان الإقبال عليه كبيراً وجرى توزيع جزء منه على المراكز التابعة لوزارة الصحة وجزء آخر يوزع في "هيئة المصل واللقاح" لافتاً إلى أنّ الهيئة "حريصة على عدم توزيعه سوى بالمراكز التابعة لها والتي يشرف عليها أطباء، وذلك للحفاظ على صحة المواطن، إذ إنّ هناك موانع لاستخدام المصل؛ فيمنع عنه من يعانون من ارتفاع شديد بالحرارة، إلى جانب مرضى الحساسية للبيض، والأطفال ممن عمرهم أقل من ستة أشهر، ومرضى متلازمة جوان باري، ومرضى الشلل الرباعي".
وتابع المصدر نفسه أنّه جرى الإفراج جزئياً عن المصل قبل أيام، وأنّه في الأيام المقبلة سيجري الإفراج الكلي عن الأمصال، وستحدث انفراجة لتسهيل حصول المواطنين عليه. وكشف أنّ المصل "تسرب حالياً إلى السوق السوداء ونفد من جميع المراكز التابعة لـ"الشركة القابضة للمصل واللقاح" وأنّ هناك انتظاراً للإفراج عن باقي الشحنات المستوردة من هذا المصل الذي يتضمن الوقاية من الإنفلونزا المحوّرة.
يذكر أنّ إنفلونزا الخنازير مرض تنفسي حاد وشديد العدوى يصيب الخنازير، لكن في بعض الأحيان تنقل الخنازير فيروسات الإنفلونزا إلى البشر، وعادةً ما يكونون العاملين بمزارع الخنازير أو الأطباء البيطريين. وفي أحيان أخرى، يَنْشُر الشخص المُصاب بإنفلونزا الخنازير هذه العدوى للآخرين، وهذا يعني تحور السلالة لتنتقل بين البشر ما يعد وباء. وتزدحم حالياً مستشفيات الحمّيّات على مستوى الجمهورية بكثير من المرضى المصابين بالفيروس والذين تبدأ الأعراض معهم بارتفاع شديد في الحرارة بشكل دائم ولا تنخفض في العادة.
وتتشابه علامات وأعراض إنفلونزا الخنازير مع أعراض الالتهابات التي تُسببها سلالات الإنفلونزا الأخرى خصوصاً الموسمية منها وتتمثل في: الحمّى (لكن ليس بصفة دائمة) والسُّعال والتهاب الحلق وانسداد أو سيلان الأنف واحمرار ودموع العينين وآلام الجسم والصداع والإرهاق والإسهال والغثيان والقيء، وتتطور الأعراض ما بين يوم إلى ثلاثة أيام بعد الإصابة بالفيروس. وينصح خبراء المناعة بضرورة تنشيط الجهاز المناعي عند الإنسان من خلال تناول الخضراوات والفاكهة والسوائل والطعام الصحي خصوصاً المنتجات الطبيعية. ويحذر المختصون من التهاون في إنفلونزا الخنازير لأنّه فيروس فتاك يسبب الوفاة، لذلك يجب التوجه إلى الطبيب مباشرة عند الإصابة بالإنفلونزا. وينصح الخبراء بضرورة التهوية الجيدة والابتعاد عن التجمعات المزدحمة، والنظافة الشخصية، والامتناع عن التقبيل، واستخدام الكمامات الطبية أو المناديل الورقية عند العطس أو السعال وإلقائها في سلة المهملات بعد استخدامها.