تتناول الباحثة الفرنسية سيسل مالاسبينا ثيمة غير عادية لتناقشها معرفياً وفلسفياً، "الضجيج" وبالتحديد تتطرق إلى تحويل فكرة التخلص من الضجيج للتفكير إلى التفكير مع وجود الضجيج ورغماً عنه بل وتحويله إلى صالحنا.
نشرت الكاتبة عملاً بعنوان "إبستمولوجيا الضجيج" وقد أحدث هذا الكتاب نفسه ضجة منذ أن صدر في أيار/ مايو الماضي في الأوساط الأكاديمية المهتمة بهذا النوع من التحليلات -التي لا تزال غائبة عن اهتمامات الباحث العربي- حيث تربط التاريخ الثقافي بالاجتماعي بالظواهر اليومية التي انبثقت من الثورات الصناعية والتكنولوجية واكتظاظ المدن.
تناقش مالاسبينا رؤيتها هذه وكتابها في محاضرة تحت عنوان "التفكير مع الضجيج"، تلقيها عند الرابعة والنصف من مساء الأربعاء المقبل، في جامعة غولدسميث في لندن.
تذهب الباحثة إلى أن "الضجيج" كمصطلح لم يعد يقتضي حكماً جمالياً وحسب، كما هو الحال في الضوضاء الصوتية أو البصرية، بل إنه اليوم أصبح ذا صلة بمجالات متنوعة مثل نظرية الاتصالات والفيزياء والبيولوجيا. هذا الاستخدام متعدد التخصصات للضجيج يؤدي إلى الارتباك والتعقيد، ويكشف أن مسألة الضوضاء هي مشكلة فلسفية فعلاً.
تقدم الكاتبة والأستاذة في جامعة نانتير الفرنسية، تحليلاً للزيادة في الاهتمام بفكرة الضوضاء، وتستكشف ما إذا كان يمكن أن يكون فهماً متماسكاً لها وقابلاً للمشاركة بفعالية بين العلوم الطبيعية والإنسانية والتكنولوجيا والفنون. كما تعيد الباحثة في المحاضرة، تقييم الأفكار والأبحاث الأساسية التي سبقتها في هذا الخصوص.