وسط تزايد أعداد المهرجانات السينمائية العربية، وإخفاق الكثير منها، تموت تظاهرات وتظهر أخرى متأثرة بالواقع السياسي والاقتصادي والسينمائي أيضاً، وربما يكون المهرجان التونسي "أيام قرطاج السينمائية" أحد أقدم المهرجانات العربية المستمرة منذ انعقاده 1966، وها هي الدورة الـ 28 تعلن عن برنامجها الذي ينطلق في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر، ويتواصل حتى 11 منه، حيث يعرض 58 فيلماً روائياً وتسجيلياً طويلاً وقصيراً.
ستكون السينما الجزائرية ضيف شرف هذا العام، حيث تخصّص التظاهرة طيلة أيامها برنامجاً خاصاً لعرض 12 فيلما جزائرياً خارج المنافسة الرسمية في المهرجان، تتنوع ما بين كلاسيكيات السينما الجزائرية وبين أعمال حديثة أيضاً.
من أبرز الأعمال الجزائرية فيلم "غروب الظلال" للمخرج محمد لخضر حمينة (1934)، الذي أنتج في 2014، ويتناول جزءاً من تاريخ الثورة الجزائرية، حيث يعتبر حمينة من أبرز المخرجين الجزائريين، وقد حصل على سعفة "كان" عام 1975 عن فيلمه "وقائع سنوات الجمر".
لن يقتصر البرنامج على عروض الأفلام فقط، بل تقيم "أوركسترا الجزائر الوطنية"، حفلاً موسيقياً تعزف فيه مقطوعات من الموسيقى التصويرية، لأفلام جزائرية حققت حضوراً لافتاً عند ظهورها.
من جهة أخرى، أعلن "أيام قرطاج" عن الأفلام التونسية التي ستشارك في المهرجان، وهي عشرة أفلام؛ فعن فئة الأعمال الروائية الطويلة يُعرض "على كف عفريت" لكوثر بن هنية، و"مصطفى Z" لنضال شطا، و"شرش" لوليد مطار.
أما فئة الأفلام الوثائقية الطويلة، فيشارك فيها "في الظل" لندى مازني حفيظ، و"كسكسي: حبوب الكرامة" لحبيب العايب، و"قفصة: عام الصفر" لناجية بن مبروك.
وفي قسم مسابقة الأفلام القصيرة، يعرض "آية" لمفيدة فضيلة، و"برزخ" لإنصاف عرافة، و"أسرار الرياح" لإيمان ناصري، وفي قسم مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة يعرض عمل "صوت الشارع" لمنال قاطري.
حتى الآن لم يعلن بشكل نهائي عن الأفلام المشاركة كلها، لكن ثمة حالة ترقب خشية أن يقع "أيام قرطاج" في خطأ مهرجان "قرطاج الدولي"، الذي أقيم مؤخراً، حيث سمح بالتطبيع حين تمسك بمشاركة الكوميدي الصهيوني ميشال بوجناح رغم الاحتجاجات.