بعد يوم من تهديدها باتخاذ خطوات حاسمة، حول قضية الإعمار، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وقف تقديمها المساعدات المالية للمدمرة بيوتهم، أو بدل الإيجار لهم، بسبب نقص التمويل اللازم لهذين العملين.
وذكر بيان صدر عن الأونروا في غزة، أنها أوقفت مضطرة تقديم المساعدات المالية للمتضررين من الحرب الأخيرة لإصلاح بيوتهم، وأيضا وقف بدل الإيجارات، حيث إن أموالها نفدت تماما.
وقالت "الأونروا" إنها حصلت على 135 مليون دولار فقط من أصل 724 مليوناً طلبتها أثناء مؤتمر الإعمار في القاهرة، موضحة أن التعهدات من مؤتمر الإعمار لم تصل حتى الآن، في حين بلغ عدد البيوت المدمرة للاجئين الفلسطينيين 96 ألف بيت في غزة، وأن الأونروا قدمت 77 مليون دولار لـ 66 ألف أسرة حتى الآن لإصلاح منازلها وكبدل للإيجارات.
وقال مدير عمليات الأونروا، روبرت تيرنر، إنّ المعاناة في غزة في هذا الشتاء مستمرة، والناس لا تزال تنام بين الركام، والأطفال يموتون من البرد، مؤكدا أن تعهدات الدول المانحة في مؤتمر القاهرة لم تصل، وهذا غير مقبول ومثير للإحباط.
وأضاف المسؤول الدولي، وفق بيان "الأونروا": "أنه من غير الواضح لماذا لم تصل أموال الإعمار حتى الآن"، مشيراً إلى أنّ الأونروا التي تعتبر عامل استقرار في المنطقة في هذا الوقت الحرج، تحذر من النتائج الخطيرة لهذا النقص الخطير في التمويل.
وتابع: "المجتمع الدولي لا يستطيع توفير الحد الأدنى، وعلى سبيل المثال إصلاح بيت في الشتاء أو رفع الحصار أو الوصول إلى الأسواق وحرية الحركة لسكان غزة، وأكدّ أنه قال مسبقا إن الهدوء الحالي لن يستمر طويلا، ونقول اليوم إن الهدوء في خطر.
وقال إن الأونروا بحاجة إلى 100 مليون دولار خلال الربع الحالي من هذا العام، لإصلاح المنازل المدمرة ودفع بدل الإيجارات، لافتا إلى أن الأونروا قلقة من أنه في حال عدم تمكنها من دفع تلك الأموال، سيعود المهجرون إلى مراكز الإيواء التابعة لها مجددا.
في السياق، وصفت حركة "حماس"، على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم، وقف "الأونروا" المساعدات المالية لأصحاب البيوت المدمرة في غزة وبدل الإيجار، بالقرار الخطير والصادم للغاية، وحذرت من أنه من شأن ذلك القرار، مفاقمة معاناة غزة وتكريس مأساة آلاف الأسر المشردة والمدمرة بيوتها.
ودعا برهوم، في تصريح تسلم "العربي الجديد" نسخة منه "الأونروا" إلى أنّ تعي خطورة هذا القرار وألا تتخلى عن دورها، وأن تستخدم كل صلاحياتها كمؤسسة دولية تعنى بشؤون اللاجئين في الضغط على كل الدول المانحة والمجتمع الدولي للوفاء بتعهداتهم من أجل إعادة إعمار القطاع.
وطالب برهوم كذلك الرئيس محمود عباس يتحمل جزء كبير من المسؤولية عن هذه النتائج الخطيرة، كونه تخلى عن مسؤولياته تجاه أبناء شعبه في غزة، ومنعه وصول المساعدات وأموال الإعمار إلى مستحقيها، وفق قول المتحدث باسم "حماس".
وناشد برهوم كل الدول التي اجتمعت في القاهرة، بالعمل فورا على دفع جميع المستحقات المالية التي تعهدت بها حتى يتم إنهاء معاناة سكان القطاع.