"أوسكار" وأخواتها: الفائز هو الإعلان

03 مارس 2014
إعلان "البيبسي" والممثل كوبا غودنغ جي أر
+ الخط -

الفوز بالجوائز الكبرى مثل "أوسكار" او الترشح لها، لا يعني أبداً فوزاً معنويا فقط، فهذه الجوائز تقف خلفها اساسا عقلية تسويقية يستفيد منها صنّاع المُنتج والمعلنون ومن يبث الاعلان أو ينشره، اضافة الى النجوم، الذين يضيفون الفوز أو الترشيحات الى سيرهم الذاتية.
وكما ارتفعت اسعار التذاكر لدخول السينما، فإن اسعار الاعلانات لفترة نقل وقائع حفل الاوسكار ارتفعت بنسبة 10 في المائة قياسا بعام 2013 حتى وصلت الى 1.8 مليون دولار عن نصف دقيقة في تلفزيون (اي بي سي) الامريكي، الذي حصل على حق بث الاوسكار مباشرة، بما يعني قرابة 90 مليون دولار لاجمالي الاعلانات، حسب موقع "كنتار" الذي نقل الارقام عن متخصصين في الميديا.
ويقول المتخصصون، إن لحظة البهجة الخاصة بالشاشة الصغيرة وجدت طريقها الى وسائل التواصل المتعددة "مالتي ميديا"، فهذه المناسبات مثل توزيع جوائز "غرامي" في الموسيقى وجوائز "غولدن غلوب" لنقاد السينما، أثبتت انها تستقطب، لا جمهور التلفزيون فقط، بل جمهور وسائل التواصل الاجتماعي الواسع. يقول الباحث في كنتار "ان المناسبة تتداخل فيها صناعتا الازياء وهوليوود وتستقطب زبائن سوق واحد منهما او كليهما، ومن هؤلاء مستخدمو هذه الوسائل الذين يعلقون سريعا على ملابس النجوم او خطاب قبول الجوائز".
هذا العام تغيب اثنان من كبار المعلنين عن حفل الاوسكار، سيارات "هيونداي" ومشروبات "كوك" الغازية. متحدث باسم "هيونداي" قال لصحيفة "يو إس توداي" ان الاوسكار "ما عاد افضل مكان لسوقهم". بينما قالت "دايت كوك" انها غيرت من وجهة اعلاناتها لتصل الى تلفزيونات عدة بناء على حملتها لعام 2014". وحلت "بيبسي" محل "كوك" بإعلان لدقيقة، يروج لعبوة جديدة صغيرة من علب "بيبسي" بطلها الممثل السينمائي، كوبا غودنغ جي أر، الذي كان يردد لازمة في فيلم "جيري ماغواير" تقول: شو مي ذا ماني" اي أرني المال، وقد حورت في الاعلان الى "شو مي ذا ميني" في اشارة الى العلبة الصغيرة.

فوائد الفوز
وإن كان الاوسكار فرصة تحقيق دخل عال للتلفزيونات والشركات.. فهل يحقق ارتفاعا مماثلا لنجوم السينما وصناعها؟
يقول أستاذ التسويق بجامعة جنوب كاليفورنيا في موقع "بزنس انسايدر"، إن هناك فوائد للفوز في الجوائز المرموقة واشهرها الاوسكار:
-الفوز يعطي مصداقية للفيلم وللمواهب المرتبطة به من كل التخصصات.
-عند التسويق للفيلم فإن هذه المصداقية تستخدم في الترويج لمزيد من استقطاب الجمهور لمشاهدة الفيلم ونجومه المكرمين، وهذا ما يبقي الفيلم في صالات العرض فترة اطول ويرفع من دخل الفيلم، وبصورة تلقائية يرفع من مداخيل التنزيل من المواقع وقنوات الاشتراك بالكيبل كذلك بيع نسخ "دي في دي".
إلا ان الفوز ليس فقط محرك الارباح، اذ يقول الخبراء، ان الترشيح للجائزة في حد ذاته يرفع من نسبة المشاهدة، وتستغل شركات التسويق فرصة ترويج الأفلام المرشحة تصل الى عشرة ملايين دولار، كما حصل مع فيلم "آرغو" العام الماضي. وفي مراجعة لعشرين سنة من الترشيحات في الأوسكار يتبين أن الفيلم الذي يحصل على اكبر نسبة ترشيحات يضاعف نسبة أرباحه 15 مرة، وهو ما حصل مع افلام مثل "الفنان" عام 2012 و"خطاب الملك" العام الماضي.

المساهمون