أطلقت ناشطات عراقيات حملة تحت شعار "أنا قوية"، هدفها دعم جهود النساء الراغبات في التعلم أو العمل، في مواجهة الانتقادات التي يواجهنها من المجتمع الذي تتحكم فيه العادات والتقاليد العشائرية والذكورية.
وأطلقت الحملة طالبة الإعلام العراقية حوراء، واستغلت موقع "فيسبوك" لترويجها من خلال فقرة أسبوعية تقوم فيها بأحد الأنشطة، التي يرفض المجتمع ممارسة النساء لها، قبل أن تعرف الحملة مساندة كبيرة من ناشطات ونساء أخريات.
وبين الأنشطة التي مارستها حوراء العمل كميكانيكية للسيارات، كما قامت بتجربة العمل كعاملة نظافة في الشوارع برفقة عمال البلدية، وفي كل تلك الأنشطة تقوم بالتقاط الصور ونشرها تحت شعار الحملة، مؤكدة أن الهدف هو "إثبات أن المرأة تستطيع النجاح في أعمال يظن البعض أنها حكر على الرجال، فالمرأة قوية ويمكنها المساهمة في مجالات مختلفة".
وتفاعلت العديد من الناشطات مع حملة "أنا قوية"، مؤكدات ضرورة أن تتسلح المرأة أو الفتاة بالعلم والاجتهاد والعمل، وكتبت شيماء الشمري: "أنا قوية، ولست مجرد أنثى ضعيفة في مجتمع ذكوري، أنا قوية بخلقي وعلمي واجتهادي وكفاحي في بلد يغلب عليه الطابع العشائري والذكورية المتطرفة".
وأوضحت: "المرأة طبيبة ومهندسة ومدرّسة ومحامية وربة بيت، وهي أم وأخت وابنة وزوجة. العراقية قوية، ولم تكن ضعيفة يوماً. كوني قوية، وإياكِ أن تشعري بالضعف والانهزامية".
وسألت مريم الجبوري: "لماذا تشعر الأنثى في مجتمعاتنا بأنها ضعيفة؟ غالباً ما ينظر الرجال إليها على أنها مكسورة الجناح كما يقول المثل الشعبي. أليس من حقي أن أكون قوية وفي نفس الوقت أحافظ على نفسي وأخلاقي وسمعتي؟ مشكلة مجتمعنا في الأعراف والتقاليد البالية التي تحاصر الأنثى، ولذلك نراها تخشى أن تمشي وحدها في الشارع، وخائفة من الانتقاد، وخائفة من العمل. أنا مثلاً أريد أن أصبح ملاكمة لكي أقوم بضرب كل من يتحرش بي".
واعتبرت الباحثة الاجتماعية صابرة العزاوي، أن الحملة تظهر الصوت النسائي الذي يعاني من الكبت المستمر في مجتمعنا الذكوري العشائري، وأضافت لـ"العربي الجديد"، أن "أكثر شريحة عانت في العراق هي النساء، وخاصة في أوقات الحروب والصراعات طيلة عقود، وما زلن يعانين من نظرة المجتمع لهن، فالمرأة لا تستطيع العمل في مجالات عدة لأنها تواجه بالانتقاد".
وتابعت العزاوي: "ألاحظ الكثير من الشابّات يحاولن العمل في مجالات كانت مقتصرة على الذكور، فهناك من يعملن كسائقات أجرة، أو عاملات بناء، أو في المقاهي بسبب فقدانهن للمعيل. هذه الحملة صرخة لتصحيح مسار المجتمع".
وتعتبر المرأة في العراق الحلقة الأضعف في المجتمع، وتتعرض كثير من النساء والفتيات إلى التعنيف الذي يصل حد القتل، أو الاستعباد الذي يعرف بـ"الفصلية"، فضلاً عما يواجهنه من قيود بسب الأعراف العشائرية.