أعاد استخدام "أم القنابل" الأميركية ضد تحصينات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في جبال أفغانستان، الحرارة إلى السجال في العاصمة الأميركية حول المسألة الأفغانية. واختلفت القراءات للرسائل التي حملتها الضربة العسكرية الأميركية، بشأن الجدوى من استخدام الجيش الأميركي قنبلة تزن أكثر من 11 طنا، حيث لم تستخدم قنبلة بحجمها منذ الحرب العالمية الثانية، على أنفاق يستخدمها عناصر من "داعش".
وشارك السفير الأفغاني في واشنطن، حمد الله مهيب، مع وزير المالية الأفغاني السابق، أنور الحق هادي، في ندوة نظمها معهد بروكينغز بعنوان "حرب أفغانستان الطويلة وإدارة ترامب"، أدارها الباحث الأميركي في الدفاع الاستراتيجي، مايكل أوهانلون، وشاركت فيها فاندا براون، وهي الباحثة في برنامج المعهد لشؤون السياسة الخارجية.
وأشار السفير الأفغاني إلى أن حكومة الرئيس أشرف غني تُجري اتصالات مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، لوضع استراتيجية عسكرية جديدة في أفغانستان، مؤكدا أن "حركة طالبان ستدفع ثمنا غاليا لهجومها الأخير على قاعدة للقوات الحكومية الأفغانية"، حيث قُتل وأصيب مئات الجنود بعد خروجهم من أداء صلاة الجمعة.
وتبنّى السفير الأفغاني موقفا حاسما في رفض أي تفاوض سياسي مع طالبان، معتبرا أنه "لا إمكانية لتحقيق السلام في أفغانستان في ظل وجود طالبان"، التي قال إنها "حركة غير سياسية، وهي تتصرف كالعصابات في فرض الإتاوات على المقيمين في أماكن سيطرتها وفي زراعة وتجارة المخدرات".
كما شدد مهيب على جدية الحملة ضد الفساد التي تقوم بها الحكومة الأفغانية، مشيرا إلى "إقالة عدد من الضباط، واستقالة وزير الدفاع وأحد كبار جنرالات الجيش، على خلفية الانتقادات التي توجّه إلى المؤسسة العسكرية الأفغانية وتقصيرها في فرض الأمن وبسط سلطة الدولة، وإخفاقاتها العسكرية ضد حركة طالبان".
من جهته، انتقد وزير المالية في عهد الرئيس السابق، حميد قرضاي، النزعة الجديدة لدى الإدارة الأميركية والحكومة الأفغانية بالعودة إلى الحل العسكري وتسجيل انتصارات سريعة في الميدان.
حيث اعتبر أنور الحق هادي أن "الحسم العسكري في أفغانستان بات شبه مستحيل، خصوصا مع دخول العامل الروسي في المعادلة، إلى جانب طالبان التي باتت في المحور الروسي الايراني".
وقال المسؤول الأفغاني السابق، الذي لا يُخفي معارضته للحكومة الجديدة في كابول، إن "الإدارة الأميركية الحالية ما زالت تتخبط في الشأن الأفغاني"، وإنها "لا تملك بعدُ أي استراتيجية واضحة"، منتقدا استخدام القوات الأميركية "أم القنابل" في أفغانستان، بهدف إيصال رسائل لنظامي بشار الأسد وكيم جونغ أون في سورية وكوريا الشمالية.
في المقابل، قال الباحث الأميركي مايكل أوهانلون، إنه يخالف المسؤول الأفغاني السابق، وإنه يرى أن "وجود تنظيم داعش وتمدده في أفغانستان، والحصول على ملاذات هناك، هو سبب كاف لاستخدام الأسلحة المناسبة لتدمير تلك الملاذات وضمان القضاء عليه نهائيا".
في حين أشادت الباحثة فاندا براون، بعودة الاهتمام الأميركي إلى أفغانستان من خلال الزيارات التي قام بها مسؤولون أميركيون إلى كابول، في الأيام القليلة الماضية، وأعربت عن تأييدها لجهود إدارة ترامب من أجل وضع استراتيجية أميركية لإيجاد حل للأزمة الأفغانية.