عندما يخيم الظلام في أم الخير، يبدأ صراخ المستوطنين، ويقذفون الأحجار التي تفسد هدوء الليل، ويقومون بهجمات متكررة تقلق شباب الخربة وتجبرهم على السهر لتفادي وقوع كارثة لو غفلت أعينهم عن المراقبة.
يصر أهالي خربة أم الخير على البقاء في أرضهم الفلسطينية الملاصقة لسياج مستوطنة "كرمئيل" المقامة على أراضيهم، والتي بنيت بقوة السلاح.
يقول عادل الهذالين، أحد سكان الخربة، لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع يزداد خطورة"، ويؤكد أن هجمات المستوطنين يومية، وأحيانا أكثر من مرة في اليوم، والخطر ليس في الحجارة التي يرشقها المستوطنون، إنما الخوف من حرق الخيام والبيوت، أو وقوع جريمة قتل.
وأضاف أن المستوطنين يهاجمون المنازل عند منتصف الليل، ويرشقونها بالحجارة، ويحدثون ضجيجا كبيرا، خصوصا أن غالبية البيوت من الحديد، ويدبون الرعب في قلوب الأطفال والنساء، كما يهاجمون "ديوان الهذالين" عشرات المرات في اليوم، ويرشقونه بالحجارة من داخل سياج المستوطنة، ويهددون المواشي التي يعتمد عليها السكان في حياتهم اليومية.
كل ممارسات المستوطنين هدفها تهجير سكان الخربة، فهم يطمعون بالأرض للتوسع وإقامة مزارعهم. الخربة مساحتها 400 دونم، يسيطر الاحتلال على جزء كبير منها ويقيد حياة سكانها ويحرمهم من أبسط مقومات الحياة.
وهدمت قوات الاحتلال منازل عدة في أم الخير، كما تمنع البناء فيها، وتمنع كذلك شق الطرق أو وصول الكهرباء والماء، فيما تضع السياج الشائك حول المراعي للتضييق على الرعاة الذين يتعرضون لهجمات المستوطنين ومطاردتهم.
لدى عادل الهذالين أربعة أطفال، ثلاثة منهم بنات، يقول إنهم يعيشون في رعب وقلق دائم، "رشق منزلي قبل أيام بالحجارة، ولم أستطع السيطرة على الخوف الذي عاشه أطفالي، كما شهدت الأيام الأخيرة هجمات بالحجارة على منزل أرملة مسنة لا تملك دفع تلك الهجمات".
ويطالب أهالي "أم الخير" المؤسسات الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان، بضرورة توفير الحماية لهم، والتدخل لوقف هجمات المستوطنين المتكررة عليهم، ويؤكدون أنهم لن يرحلوا عن أرضهم، وسيواجهون شبح الاستيطان، وأنهم مستعدون لمواجهة الأسوأ.