"أطلس الزوايا والأضرحة": أنثربولوجيا التصوف الجزائري

20 فبراير 2019
(زاوية سيدي عثمان في مدينة مستغانم)
+ الخط -

ارتبط ظهور الزوايا في بلدان المغرب بظروف سياسية وتاريخية واجتماعية خاصة، حيث كانت تبرز كلّما غابت سلطة الدولة المركزية، أو تعرضّت المنطقة إلى كوارث طبيعية مثل الفيضانات والقحط وغزو الجراد، أو حين كان أهل الطرق وشيوخ التكايا يعبّئون الناس ضدّ أي تدخّل أجنبي.

يتفاوت دور الزاوية كمؤسسة بين بلدٍ مغاربي، وآخر وكذلك تطوّره في العصر الحديث، لكنه لا يزال يشكّل أرضية خصبة لفهم وتفسير العديد من الظواهر التاريخية وتحوّلات المجتمع وعلاقته بالسلطة، خاصة أن التصوّف انتهى منذ أمد بعيد من تمرّكزه لدى النخبة وانتشر ليصبح شعبياً.

في هذا الإطار، أطلق "المركز الوطني للبحث في ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ" في مدينة تلمسان الجزائرية، مشروعاً يحمل عنوان "أطلس الزوايا والأضرحة بالغرب الجزائري"، انطلق من ولاية عين تموشنت، بتنظيم مسوحات ميدانية وتسجيل شهادات حول التراث غير المادي للمنطقة في مختلف الزوايا، بتباين طرقها وتوجهاتها.

تهدف المبادرة إلى إعداد نظرة تاريخية حول الزوايا بطريقة أكاديمية، باعتبارها أحد مكونات الهوية الدينية في الجزائر، كما يرتكز العمل في بدايته على باحثين في علم الأنثربولوجيا المهتمين بتاريخ هذه المعالم التي تعود أقدمها إلى القرن الثاني عشر الميلادي، ومهامها في مختلف الحقب التاريخية.

وتعدّ زاوية عبد السلام التونسي في تلمسان إحدى أشهر الزوايا في الغرب الجزائري، وكانت تقوم بوظيفتين أساسيتين هما الانقطاع للتعبد والاجتماع مع الطلبة لتعليمهم مبادئ التصوف وعلوم أخرى، كما تحتضن المدينة نفسها زاوية الشيخ أبي حجلة وزاوية سيدي الحلوي وزاوية سيدي بن عمر.

كما تحتفظ ولاية تيارت بزوايا سيدي الناصر بوحركات وسيدي الطيب بلفضل وبن إبراهيم الحاج محمد والشيخ بن عودة الشعلالي ومولاي بن شريف وسيدي بوشارب، وفي مستغانم زوايا سيدي عثمان والسنوسية التكوكية وسيدي حمو الشيخ البوزيدي والزاوية العلاوية للشيخ مصطفى بن عليوة وسيدي لخضر بن خلوف وغيرها.

أما ولاية عين تموشنت فتضمّ زوايا سيدي سعيد بابا أحمد وسيدي عبد الكريم الجازولي وسيدي يعقوب وسيدي أحمد بن يوسف، وهي تمثّل بشكل أساسي ثلاث طرق أساسية هي العلاوية والقادرية والتيجانية.

المساهمون