"أسبوع إضراب المناخ".. هل البيئة شأن غير ثقافي؟

21 سبتمبر 2019
داستين يالين/ الولايات المتحدة
+ الخط -

لا تعتبر قضايا البيئة والمناخ من الأمور التي تشغل المثقف والفنان العربي بالعموم، بل إنه أبعد ما يكون عنها، حتى ليبدو الأمر كما لو أن مناخ الأرض أمر يخص الغرب وحده، ولا يعني الجزء المتضرر الأكبر فعلياً.

لكن يبدو أن ثمة التفاتة وإن كانت على مساحات ضيقة من فنانين في حقول الموسيقى والتشكيل، في غياب كامل لدور الروائيين والشعراء، علماً أن ثمة حقلاً كاملاً بعنوان الأدب البيئي في مناطق أخرى من العالم.

وقد يكون مرد ذلك انشغال الكاتب العربي بقضايا الاستبداد والفقر والحريات والعدالة التي استحوذت على أعمال الأدب، دون أن يمنع ذلك أن هناك دراسات أجنبية ترى بأن عمل "رجال في الشمس" من أول الأعمال الروائية التي التفتت إلى المناخ وعلاقته بالإنسان على مستوى العالم.

هذه الحالة تدعو إلى طرح السؤال التالي: هل قضايا المناخ والبيئة شأن غير ثقافي؟ ألا يمكنها أن تشكل موضوعاً أدبياً أو فنياً بصرياً أو أدائياً أو مسرحياً؟ لماذا تهمش مسائل المناخ والبيئة في ثقافتنا؟ بل وكيف تنشأ طرق تفكيرنا في الطبيعة والبيئة وعلاقتها بالظروف الاقتصادية والاجتماعية إن لم يكن من خلال الافتراضات الثقافية السائدة.

يحاول فضاء "جدل للمعرفة والثقافة" في عمّان أن يشذ عن هذه الحالة العامة، ويقيم "أسبوع إضراب المناخ العالمي" بدءاً من اليوم وحتى 27 من الشهر الجاري.

وفي هذا السياق، يقيم أمسية موسيقية عند السابعة والنصف من مساء اليوم تحت عنوان "دعاء وغناء للأرض"، يشارك فيها كل من روان الرشق وعاطف ملحس.

وبحسب بيان "جدل" فإن الأمسية تستضيف أيضاً موسيقيين بآلات مختلفة، لتأدية أغان معروفة وأخرى مخصصة للمشاركة في الحراك العالمي من أجل الأرض والمناخ.

كما تقام محاضرة عند السابعة والنصف من مساء الثلاثاء، 24 من الشهر الجاري، يلقيها الباحث فادي كردان، ويتناول فيها الأسباب وراء تغير المناخ، وكيف يؤثر على الأردن والمنطقة العربية بالعموم، وما هي الآثار طويلة المدى على منطقتنا، وكيف يؤثر في حياتنا الآن ومستقبلاً.

كذلك تنتظم محاضرة أخرى، عند السابعة والنصف من مساء الأربعاء، 25 من الشهر الجاري، تلقيها الباحثة ماري بحدوشة، وتتناول مظاهر الأخطار المناخيّة على الأردن والمنطقة، والمتوقع حدوثها في منطقتنا خلال السّنوات القادمة.

تحاول المحاضرة الإجابة عن سؤال إمكانية تجنيب الجيل القادم مواجهة هذه الكوارث، وتتساءل إن كان هناك خطط للحكومة للتّعامل مع الأزمة؟

يذكر أن "أسبوع إضراب المناخ العالمي" هو حراك وإضراب عالمي يطالب بمواجهة الانقراض السّادس والكارثة البيئيّة المحدقة بالأرض.

دلالات
المساهمون