"أرض" خافيير ماسكارو.. جنازة عابرة للزمن

02 يوليو 2017
(من أعمال ماسكارو)
+ الخط -
يستحضر النحّات والفنان الإسباني خافيير ماسكارو (1965) أيقونات من الحضارات المصرية واليونانية والفينيقية، في محاولة لنقل طقوس الحياة اليومية لديها إلى الحاضر عبر استعارة رموز عديدة؛ من بينها القارب الذي يشير إلى عبور الأزمنة وامتداداتها، والمقاتلين الذين تعلو خوذهم الصدأ، وهي عوالم أسّست بدايات علاقته بالفن منذ نحو ثلاثة عقود.

في معرضه "الأرض وبعدها كلّ شيء" الذي يُفتتح الأربعاء المقبل في "المتحف الوطني الأردني" في عمّان، يقدّم 12 عملاً نحتياً بأحجام مختلفة مشغولة من الحديد والألمنيوم والخزف والزجاج والورق، إضافة إلى عدد من رسوماته التي تُعرض ضمن جولة تنطلق من عمّان وتحطّ في مدن عربية وأوروبية خلال العامين المقبلين.

يقدّم المعرض الذي يتواصل حتى السادس من الشهر المقبل، مختارات توضّح مراحل مختلفة من تجربته، التي ابتدأها بقوارب كانت تُستخدم في الجنائز عند الفراعنة، ويبدو أن رحلتها ووظيفتها لم تتوقّف، بحسب الفنان الذي أعاد استعمالها للتعبير عن النازحين والهاربين من الحروب والفقر والحرمان في بلدان متوسطية ولاتينية، كما تناول في أعماله ثيمات أخرى تتصل بالانتماء والهوية ومواجهة الذات والآخر، وبالحب الذي بات يشكّل مصدر أذى لكثيرين في عالم اليوم.

تدوّن الباحثة الإسبانية كارمِن فِرنانديث أورتيث في كتيّب المعرض: "يصنع ماسكارو الرؤوس والأجسام البشرية والحيوانية، وعند ولادتها تكون منفردة ولكنه يتركها لتنمو مجتمعة، فيضعها في قوارب لتبدأ رحلات عفوية وتخوض تجارب حيوية تأخذها إلى آفاق جديدة. إنها قصص سُردت بشفافية فن الصور الظلية (السيلويت)، بجمال المواد المستخدمة وتمازجها، حيث السيراميك مع الحديد، والمعادن مع العجينة الورقية".

يُذكر أن ماسكارو وُلد في باريس، وحصل على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة من "جامعة برشلونة"، وهو يقيم بين مدريد والمكسيك. أقام عدداّ من المعارض الشخصية في إيطاليا وبريطانيا وفرنسا والأرجنتين والولايات المتحدة.

المساهمون