"أبي العزيز"..افعل ما ينبغي..حتى لا تهدد أنوثتي حياتي

17 ديسمبر 2015
أوقف تعنيفي قبل أن يصير واقعاً (يوتيوب)
+ الخط -


يبدأ الفيديو بمشهد رجل يغلق باب مرآب منزله بسرعة، ويصعد السيارة حيث تنتظره زوجته الحامل، التي تكاد تلد. يبتسمان لبعضهما، ثمّ تبدأ فتاةٌ حديثها: "أبي العزيز، أريد أن أشكرك على اهتمامك البالغ بي، مع أنني لم أولَد بعد، فأنا أعرف كم تحاول حمايتي. لكنني أحتاج أن أطلب منك خدمةً".

واحدة من بين ثلاث نساء في العالم تتعرّض للعنف الجسدي أو الجنسيّ، بحسب منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، لذلك رأت جمعية Care الخيرية العالمية، بفرعها في النرويج، ضرورة مخاطبة مسألة العنف ضد النساء والتحرّش الجنسي بهنّ، فأطلقت حملة #DearDaddy، أي "أبي العزيز" منذ أيام، عبر الفيديو المذكور الذي حصد أكثر من 3 ملايين مشاهدة على يوتيوب و7 ملايين مشاهدة على فيسبوك، توجّهت فيه إلى كل الآباء في العالم لتغيير مصير بناتهنّ في المجتمع الذكوريّ.

تروي الفتاة لأبيها أحداث حياتها وكأنها عاشتها مسبقًا، فتقول له أنّ كونها فتاة في هذا العالم سيعني أن يتوجّه لها الصبيان في مدرستها بأبشع الألقاب، وعندما تبلغ الرابعة عشرة من عمرها سوف ينادونها بالعاهرة لأيّ سبب كان، طبعًا من باب السخرية وتمضية الوقت، وأنه لن يقلق إن سمع بأمر "المزحة" تلك لأنّه على الأغلب قد توجّه لفتاة ما بالمثل عندما كان مراهقًا. تخبره أيضًا أنّ الأمر ليس مجرّد مزحة عند كلّ الشبّان، فمنهم من سيصدّق الأمر فعلًا، ويحاول التحرّش بها.

"لا عجب أنني تعرّضت للاغتصاب عندما أكملت الواحدة والعشرين"، تطرح الفتاة سيناريو الحادثة التي تعرّضت لها، فتقول أنّ المعتدي هو سائق سيارة التاكسي التي كانت تعيدها للمنزل، وهو نفسه ابن صديق أبيها الذي كان يروي نكاتًا مهينة للإناث. "كانت مجرد نكات بالنسبة لك يا أبي، لذا كنت تضحك عند سماعها. ربما ضحكت حتى لا تبدو فظًّا، أو بنظرك لم يكن من شأنك أن تُسكته، لكن ابنه الذي تربّى على تلك النكات وأصبح مهينًا للفتيات يصبح من شأني".

وتطرح الحملة أيضًا مسألة العنف الزوجيّ، فتروي الفتاة كيف وجدت الشريك المثاليّ الذي ستكمل حياتها معه، الذي يحبّها جدًّا ويسعدها كثيرًا، لكنّه في يوم ما سيتغيّر عليها ويبتعد عن كماله ومثاليته، فينعتها بالعاهرة، كما فعل أبوها مرّة في المدرسة، وسوف تلوم نفسها على ما حصل رغم أنها لا تعرف سببه. ومع أنها تابعت دراساتها العليا، ومع أنها تربّت على أن تكون قوية ومستقلّة، يضربها مرّة، ومع أن جميع من حولها يحبّها، يكاد يقتلها في إحدى المرّات.

تحمِّل الفتاة أباها جزءًا من المسؤولية، فكلّ شيءٍ وله عواقبه على حدّ قولها، وتطلب منه أن يوقف تعنيفها قبل حصوله، أي أن لا يسمح لإخوتها بمناداة البنات بصفات مهينة، وأن لا يتقبّل النكات المهينة لها وللفتيات والنساء. "أبي العزيز، أعلم أنك ستحميني من الحيوانات المفترسة والبنادق والسيارات وكلّ الأخطار، حتى لو تطلّب الأمر المخاطرة بحياتك. لكنّي، يا أبي، سأولد أنثى، فافعل كلّ ما في وسعك حتى لا يبقى هذا أكبر الأخطار على حياتي".



اقرأ أيضاً: النجم الأميركي آدم ساندلر:أحب إسرائيل والدعوة لمقاطعتها ثقافياً مقززة
دلالات
المساهمون