عادات وتقاليد

مع حلول الأسبوع الأخير من شهر رمضان، يبدأ الشاب أنور شويخ بتصفيف الأسماك المملحة "الفسيخ" على بسطته المتواضعة التي يقيمها في هذا الوقت من كل عام على ناصية مفرق شارع السكة في سوق الشجاعية المركزي..

اختلفت الأجواء الرمضانية هذا العام في باكستان، بسبب وباء كورونا والإجراءات المتبعة لكبح تفشيه، واختفت موائد الإفطار المعروفة بـ"موائد الرحمن" والتي تعد من أبرز مظاهر التكافل الاجتماعي والعادات العريقة المتبعة.

تشارك الخمسينية أم أمجد أبو حلوب من مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، صديقتها عايدة نصار صنع "كعك العيد"، والذي دأبتا على تجهيزه مع اقتراب حلول عيد الفطر من كُل عام.

سبّب الواقع المعيشي الصعب لأهالي مدينة القامشلي السورية، إلى جانب حظر التجول المفروض من الإدارة الذاتية بسبب فيروس كورونا، وتعطّل أعمال الكثير منهم، تفاقم معاناتهم وافتقار معظمهم إلى روحانية الشهر الفضيل وطقوسه وعاداته.

تتحول أسطح كثير من المنازل في محافظات مصر إلى ساحات تنطلق منها إلى السماء عشرات الطائرات الورقية، كنوع من التحدي لانتشار فيروس كورونا، وتمضية الوقت في شهر رمضان، فضلاً عن المرح المصاحب لتلك الهواية.

كلّما تقدّم بهم الزمن، يجد الناس أنفسهم في حنين إلى الماضي. والفلسطينيون شأنهم شأن سواهم من الشعوب يتوقون إلى عادات قديمة طبعت تاريخهم، منها عادات رمضان.

زين الثلاثيني المصري محمد أيمن الشناوي، سطح منزله الكائن في منطقة عزبة النخل بالعاصمة القاهرة، بديكور خاص لاستقبال ضيوفه في سهرات أيام شهر رمضان، يضم صوراً ورسومات وسجادات بنقوش فرعونية وتراثية.

لم تغب العادات والعبادات في خلال "سلطان الشهور" مثلما يسمّي الأتراك شهر رمضان، وإن انحسرت قليلاً بعد إعلان الجمهورية في عام 1923. أمّا اليوم، فقد أتى فيروس كورونا ليهدّد طقوساً لطالما تفاخر بها الأتراك.