اليمن: مشاورات الكويت مهدّدة أكثر من أي يوم مضى

30 ابريل 2016
قوات الشرعية اليمنية في أبين (صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -
لا ينتهي الحديث عن حصول تقدم أو اختراق في جدار المشاورات اليمنية المنعقدة في الكويت، إلا وتبرز العقبات التي تهدد بعودتها إلى المرحلة الأولى من جديد، وهو ما حدث، أمس الجمعة، حين أبلغ الوفد الحكومي مجموعة السفراء الـ18 للدول الراعية للتسوية، بأنه "قد يعلّق مشاركته إذا ما استمرت خروق الهدنة"، وذلك عقب ساعات من التئام شمل الجلسات، مساء الخميس التي كانت قد توقفت ليومين.

في هذا السياق، توضح مصادر مرافقة للوفد الحكومي لـ"العربي الجديد"، أن "أعضاء الوفد عقدوا اجتماعاً، أمس الجمعة، لتدارس خروق وقف إطلاق النار من قبل مسلّحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وجرى توجيه رسالة رسمية من الوفد إلى سفراء مجموعة الدول الـ18 الراعية للتسوية، ومنها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول مجلس التعاون الخليجي، تُبلّغهم أن الوفد قد يعلّق مشاركته في المشاورات بسبب استمرار خروق الانقلابيين، بعد معلومات عن تعزيزات وحشود تزايدت في الفترة الأخيرة".

وبالتزامن، أعلن نائب رئيس الحكومة، وزير الخارجية، رئيس الوفد المفاوض في الكويت، عبدالملك المخلافي، في تصريح صحافي أن "خروق وقف إطلاق النار يومي الخميس والجمعة، تُهدّد المشاورات"، مضيفاً أن "السلام يبدأ بالالتزام بوقف إطلاق النار، وأن عدم الالتزام جريمة". وجاءت هذه التصريحات بعد ساعات من تلميحه إلى تقدم حققته جلسات الخميس، من خلال نجاح ضغوط من "الأشقاء" (الدول الخليجية) والمجتمع الدولي، بتجديد موافقة وفدي الحوثي وصالح على جدول الأعمال.

ووفقاً لمصادر يمنية مرافقة للمشاركين، "من المقرر أن تتواصل الجلسات اليوم السبت، وينتظر المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، فيها رؤية الحوثيين وحلفائهم للمواضيع التي طرحها في الإطار العام، والخاصة بالإجراءات الأمنية المؤقتة وانسحاب المليشيات وتسليم الأسلحة الثقيلة وغيرها من العناوين"، التي تقول المصادر المقربة من الوفد الحكومي إنه "قدّم تصوراته حولها إلى الجانب الأممي".
كما تصاعدت الضغوط الشعبية على الجانب الحكومي في الأيام الأخيرة، وشهدت محافظة تعز، أمس، تظاهرة رفع المشاركون فيها شعارات تؤكد على "أهمية الالتزام بالقرار الأممي 2216 القاضي بانسحاب المليشيات ونزع سلاحها الثقيل". وأصدرت أيضاً العديد من مجالس "المقاومة" والوجهاء في المحافظات، بيانات موجّهة إلى المشاركين في مشاورات الكويت، تطالب بإلزام الحوثيين وحلفائهم بالتجاوب من الشرعية الدولية والتحذير من عدم جديتهم. 

وكان تقرير رسمي للمقاومة في تعز، كشف عن تسجيل ما يقارب 950 خرقاً من قبل مسلحي الحوثي وصالح، نتج عنها 26 قتيلاً و164 جريحاً من رجال الجيش و"المقاومة"، و18 قتيلاً و113 مصاباً من المدنيين. كما رصد التقرير 55 هجوماً على مواقع قوات الشرعية والدفع بتعزيزات قدرها 264 طاقماً مسلحاً، بالإضافة إلى أعداد محدودة بين مدافع وعربات مدرعة، وغير ذلك من الانتهاكات.

من جهته، ذكر مصدر يمني لوكالة "الأناضول"، أن "مسلّحي الحوثي وقوات صالح، شنوا قصفاً مدفعياً عنيفاً على الأحياء السكنية ومواقع الجيش والمقاومة، منذ ليلة أمس الخميس، ما أسفر عن إصابة 29 شخصاً، بينهم 18 مدنياً".

في سياق منفصل، وصل محافظ تعز، علي المعمري، إلى أرياف المحافظة، أمس، في زيارة هي الأولى منذ تعيينه في هذا المنصب في 17 يناير/كانون الثاني الماضي. ويعتزم المعمري من خلالها الدخول إلى المدينة، في محاولة لاستعادة الدور الحكومي المفقود في محافظة تعز، والبدء بتفعيل المؤسسات الحكومية المعطلة، منذ تحرير أجزاء واسعة في المدينة من مليشيات وقوات تحالف الانقلاب، وترتيب وضع المؤسسات الحكومية وتفعيلها. في هذا الإطار، أوضح مصدر مقرب من المحافظ لـ"العربي الجديد"، أن "المعمري وصل أمس، إلى مركز مديرية الشمايتين، مدينة التربة، التي تبعد 60 كيلومتراً، جنوب غرب المدينة".

وبحسب المصدر، فإن "المحافظ يعتزم زيارة معسكرات ومواقع الجيش الوطني، إلى جانب زيارة تفقدية لأسواق تلك المناطق، التي أصبحت تمثل بؤرة للتجمعات العسكرية والاقتصادية بعد فرض الحصار على المدينة، ومنها منطقة النشمة". كما أضاف أن "الوضع الأمني هو من أولويات اهتمامات المحافظ، وأنه وضع فترة تواجده في العاصمة المؤقتة عدن، خطة أمنية متكاملة لاعادة تفعيل الأجهزة الأمنية وأقسام الشرطة". وطبقاً للمصدر، فإن "المحافظ يسعى لإصدار قرار يقضي بتعيين مدير أمن للمحافظة ولجهاز البحث الجنائي، وأنه تمّ بالفعل ترشيح ضباط أمنيين لهذا المنصب، منهم، العميد عبدالكريم العديني، والعقيد أنيس الشميري". وأشار المصدر إلى أنه "من المرتقب أن يدخل المحافظ إلى المدينة يوم الثلاثاء المقبل، بعد أن يكمل تفقده للمناطق المجاورة". وتأتي هذه التطورات، في الوقت الذي تعيش فيه المدينة وضعاً أمنياً معقّداً، خصوصاً أن الأطراف المتنازعة لم تحقق أي اختراق في الالتزام بالهدنة، التي ظلّت حبراً على ورق، كما يقول المراقبون.
دلالات