هدوء حذر في الجنوب اللبناني والحكومة تجتمع لعرض المستجدات

12 أكتوبر 2023
الخروقات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية مستمرّة (العربي الجديد)
+ الخط -

يسيطر هدوء حذر منذ ساعات على الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وسط تكثيفٍ مستمرّ لدوريات قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) والجيش اللبناني، اليوم الخميس، وترقّب يبقى موجهاً نحو إمكانية توسع رقعة المواجهات بين "حزب الله" والاحتلال الإسرائيلي، بعدما شهد، أمس الأربعاء، قصفاً عنيفاً وتوترات شديدة وتصعيداً خصوصاً في بلدة الضهيرة الحدودية.

وأعلن "حزب الله"، الأربعاء، عن استهداف موقع الجرداح الإسرائيلي مقابل منطقة الضهيرة بالصواريخ الموجّهة رداً على مقتل عددٍ من عناصره من جراء الاعتداءات الإسرائيلية، مشيراً إلى أن الاستهداف أدى إلى سقوط عددٍ كبيرٍ من الإصابات المؤكدة في صفوف قوات الاحتلال بين قتيل وجريح.

وردّ الاحتلال الإسرائيلي على العملية بقصفٍ مكثف طاول موقعاً عسكرياً تابعاً لـ"حزب الله" والمنطقة التي تم إطلاق الصواريخ منها.

وقال مصدرٌ في الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد": "لم نرصد اليوم أي عمل أمني، لكن الخروقات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية مستمرّة، ونحن نتواصل مع اليونيفيل وننسق معها، ونشير إلى ضرورة وقف هذه الانتهاكات".

وأشار المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن "الدوريات مكثفة على الحدود وفي البلدات المجاورة للنقاط التي تعرّضت للقصف، وداخل الأحياء، والمواطنون ملتزمون بغالبيتهم البقاء بمنازلهم، والحركة شبه معدومة على الطرقات في هذه القرى".

وبخصوص ما إذا كانت عملية الأمس هي الأخيرة رداً على مقتل 3 عناصر لـ"حزب الله" في القصف الإسرائيلي، قال مصدرٌ في "حزب الله" لـ"العربي الجديد": "الاحتمالات كلها لا تزال مفتوحة، ونحن في حالة تأهب مستمرّة، وكل ما نقوم به هو ردّ على أعمال الاحتلال الإسرائيلي وأفعاله وحماقاته".

وتأخذ الساحة السياسية المحلية، اليوم الخميس، بعض الأنظار من تلك الميدانية الأمنية، باجتماع مرتقب بعد الظهر للحكومة اللبنانية لبحث عددٍ من الملفات، ضمنها التطورات الجنوبية، والتي تنعقد للمرة الأولى بعد 5 أيام من بدء الأحداث.

ووضع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الدعوة إلى الجلسة بتصرف الوزراء للمشاركة بها "تلبيةً لنداء الواجب الوطني وهم الحريصون عليه، لا سيّما في ظل الظروف الدقيقة التي تمرّ بها البلاد"، على حدّ قوله، وذلك في وقتٍ يقاطع فيه عدد من الوزراء الجلسات في ظلّ الشغور الرئاسي.

وعبّر لبنان الرسمي عن موقفه عبر ميقاتي، الذي قال يوم الاثنين الماضي إن "أولويتنا حفظ الأمن والاستقرار في الجنوب اللبناني، واستمرار الهدوء على الخط الأزرق، والالتزام بالقرار 1701، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية، جوّاً وبحراً وبرّاً، والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة".

وأشار ميقاتي إلى أن الاتصالات التي قام بها أكدت "حرص الدول على بقاء لبنان في منأى عن تداعيات الوضع المتفجّر في الأراضي الفلسطينية وحمايته".

من جهة ثانية، ردّت وزارة الخارجية اللبنانية على انتقادات طاولتها بفعل موقف لبنان في اجتماع جامعة الدول العربية للبحث في العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، ضمنها ما نشرته جريدة "الأخبار" بأن وزير الخارجية عبد الله بو حبيب استجاب لما طلبته الإدارة الأميركية وامتنع عن الإدلاء بأي موقف يمكن أن يستنتج منه دعم لحق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم.

وقالت الخارجية اللبنانية في بيان إن "الخطوط العريضة لسياسة لبنان الخارجية يضعها مجلس الوزراء، ويقوم وزير الخارجية بتظهيرها في كافة الاجتماعات والمواقف والمحافل، بعد التشاور والتنسيق مع رئيس الجمهورية (قبل الشغور الرئاسي)، ورئيس الحكومة. وبالتالي، فإن الوزير"مش فاتح على حسابه سياسة خارجية" والضغوطات عليه من الخارج لا تفيد، لأن قراره ليس منفصلاً عن قرار الرئيسين اللذين يتشاور معهما بصورة مستمرة عملاً بالمنطق المؤسساتي".

وأضافت: "كما هو متعارف عليه في اجتماعات كهذه، تشاور وزير الخارجية ونسق أيضاً مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي، أي الممثل الرسمي لصاحب الحق والقضية، والطرف الأول المعني بالاعتداء الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وأشارت إلى أن "بو حبيب عبّر في كلمته المكتوبة التي ارتأت جامعة الدول العربية وإدارة الجلسة الاستعاضة عن إلقائها، اختصاراً للوقت ولكل رؤساء الوفود المشاركة، باعتمادها كوثيقة رسمية في سجلاتها، سيتم نشرها على الموقع الإلكتروني لجامعة الدول العربية، تعبر عن موقف الدول المعنية، ومن بينها لبنان".

وأكدت أن "كلمة بو حبيب شددت على التضامن مع الإخوة الفلسطينيين، ووصول المساعدات لسكان غزة الذين يتعرضون لإطلاق النار والحصار والاعتداء عليهم من إسرائيل، بمنطق الانتقام والرعب والدمار. كما دانت الكلمة الأعمال الإسرائيلية التي تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي. وكذلك أشارت إلى أن لبنان لم يسعَ يوما للحرب، بل إلى إعادة الحقوق إلى أصحابها، وطالبت بالضغط على إسرائيل لوقف آلة الحرب وفك الحصار، مع التحذير من أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى حرب إقليمية مدمرة".

على صعيدٍ متصل، أعلن المكتب الإعلامي لرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، في بيان، أن بري تلقى اتصالاً من نظيره رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف، "ناقشا خلاله الوضع في لبنان والمنطقة والعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، كما تم التداول والتنسيق حول عقد جلسة طارئة لرؤساء مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، مخصصة لمناقشة تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة".

كما أعلن السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني أن وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان سيتوجه، اليوم الخميس، إلى لبنان ضمن جولة إقليمية.

وأوضح أماني، في تغريدة على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أن الجولة تأتي على خلفية العدوان الإسرائيلي على غزة.

المساهمون