مواقف بان من معاناة الفلسطينيين غير محايدة ولا مبالية

11 يوليو 2014
تباين لهجة بيانات بان بحسب هوية الضحايا(دون ايميرت/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

 

فشل أعضاء مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على صيغة بيان صحافي يدين العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة وغزة بالذات، بعدما اجتمع المجلس أمس الخميس بطلب عاجل تقدمت به فلسطين، وبدعم من الكتل السياسية الكبيرة في الأمم المتحدة، من أجل تداول التطورات. 

وفي حين ستشهد نيويورك اجتماعات فلسطينية ــ عربية مكثفة، يُلاحظ المراقبون أن ردود الفعل الغربية وتجاوب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، مع ما يحدث في فلسطين من جرائم بحق المدنيين "غير محايدة وغير مبالية".

وحول "الجمود" التام الذي يشهده المجلس تجاه ما يحدث في فلسطين ولا سيما غزة، أفاد دبلوماسي فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد" بأن الأمين العام يتبنى خطاً قريباً من السياسة الأميركية الداعمة لإسرائيل "بسبب ضغوط يتعرض لها من الجهات الأميركية".

ومن المستغرب، أن الأمين العام للأمم المتحدة، في بيانات صحافية وكلمات ألقاها، بما في ذلك كلمته أمس الخميس أمام مجلس الأمن في نيويورك، ساوى بين المستعمِر والمستعمَر.

وتبنى الموقف الإسرائيلي حين ردد كلام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في تصريح للأخير حول ما يحدث، عندما قال إن "بلاده (إسرائيل) تقوم بمحاربة الإرهاب والدفاع عن النفس ومحاربة "حماس" في هجماتها على غزة".

كما يلاحظ المراقبون أن شجب بان في البيانات التي أصدرها في الأيام العشرة الأخيرة حول التطورات، "مناصر وقريب من الرواية الإسرائيلية"، في حين يكون "باهتاً" عندما يتعلق الأمر بالضحايا الفلسطينيين.

ففي بيانه الصادر في 30 من شهر حزيران/ يونيو، وبعد إعلان السلطات الإسرائيلية عن اكتشافها لجثث المستوطنين الثلاثة، قام الأمين العام بإصدار بيان "يشجب إلى أقصى الدرجات مقتل المواطنين الإسرائيليين الأبرياء في الضفة الغربية بأيدي معادين السلام".

وبهذا تبنى الرواية الإسرائيلية مباشرة بعد الإعلان عن العثور على الجثث وقبل أن يتم التحقيق في الموضوع، الذي لم تقدم فيه اثباتات واضحة حول قاتلي المستوطنين.

كما أنه "تناسى" الإشارة إلى أن الضفة الغربية وقطاع غزة هي أراض فلسطينية محتلة، وأن المخطوفين كانوا من المستوطنين.

في المقابل، اكتفى، في حالة الشاب الفلسطيني محمود أبو خضير، الذي أحرق حياً من قبل المستوطنين، ببيان يدين القتل ويناشد السلطات الإسرائيلية التحقيق بالموضوع.

واستفسر صحافيون في الأمم المتحدة، وفي أكثر من مناسبة، عن مضمون هذه البيانات، وعن السبب وراء عدم تسمية الأمين العام للأشياء بمسمياتها، وتباين لهجة بياناته بحسب هوية الضحايا. وكانت الإجابة من المتحدث الرسمي باسمه "أن موقف الأمين العام واضح من الاحتلال ومعارضته له، والرجاء الرجوع لبيانات الأمين العام بهذا الصدد".

ولعل ما جاء في كلمة سفير فلسطين في الأمم المتحدة، رياض منصور، أمس الخميس، يلخّص المأساة الفلسطينية حين قال "إن مجلس الأمن والمجتمع الدولي شركاء في الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين من مجازر وهجوم على بلادهم، ولا سيما الهجوم المتواصل والحصار على غزة"، إن لم يقم هذا المجلس باتخاذ الخطوات اللازمة لحمايتهم.

المساهمون