"قسد" تلاحق موظفين مدنيين لديها وتعتقلهم بتهمة الفساد

12 يناير 2021
"قسد" تتذرع بموضوع الفساد من أجل اعتقال الموظفين (فرانس برس)
+ الخط -

شنت "قوات سورية الديمقراطية"، اليوم الثلاثاء، حملة اعتقالات واسعة في ريف الحسكة شمال شرقي سورية، طاولت عشرات المدنيين الموظفين في دوائرها الرسمية بذريعة الفساد، فيما قالت مصادر إنّ الحملة جاءت على خلفية رفض الموظفين الالتحاق بالتجنيد الإجباري في صفوف المليشيات.

وقال مصدر مقرب من "قسد" إنّ قوات الأمن التابعة للأخيرة شنت حملة أمنية كبيرة اليوم في مناطق متفرقة بمحافظة الحسكة شمال شرقي سورية، مضيفاً، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ الحملة شملت أحياء في مدن القامشلي والمالكية والدرباسية وأبو راسين وتل تمر.

وبحسب المصادر، فإنّ الحملة طاولت منازل يقطنها موظفون مدنيون (لم تذكر عددهم) في المؤسسات الإدارية والخدمية التابعة لـ"قسد" في المحافظة، وجرى اعتقال العشرات بتهمة "الفساد" و"استغلال المنصب الوظيفي".

وقالت المصادر إن دوريات "قسد" صادرت السيارات التي يمتلكها الموظفون والمبالغ المالية والذهب الذي وجد في منازلهم، وقامت بتحويلهم إلى السجون التابعة لها في المنطقة.

وذكرت مصادر أخرى لـ"العربي الجديد" أن "قسد" تتذرع بموضوع الفساد من أجل اعتقال الموظفين الرافضين التجنيد الأجباري في صفوف المليشيات. وكانت "قسد" قد هددت الموظفين والمعلمين سابقاً بالفصل حال مخالفة قرارات مؤسسة التجنيد التابعة للمليشيات، والتي يطلق عليها "مكتب الدفاع الذاتي".

وكانت "قسد" قد عقدت اجتماعاً، أول من أمس الأحد، مع ممثلين عن الموظفين والعاملين في القطاع التعليمي، من أجل بحث قرار فرض التجنيد الإجباري الذي أصدرته "قسد" الشهر الماضي، وتفرض بموجبه التجنيد على الموظفين والمدرسين ضمن أعمار محددة.

إلى ذلك، قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إنّ عمالاً عثروا على مقبرة جماعية بريف الحسكة الجنوبي فيها رفات لجثث خمسة أشخاص قُتلوا ودُفنوا في وقت سابق بالمنطقة، مضيفة أن المقبرة وُجدت أثناء العمل على تنفيذ مشروع صيانة محطة مياه، قرب بلدة مركدة جنوبي الحسكة.

وبحسب المصادر، يُعتقد أن المقبرة تعود للوقت الذي كان يسيطر فيه تنظيم "داعش" الإرهابي على المنطقة، حيث خلف الأخير العديد من المقابر الجماعية في المناطق التي كان يسيطر عليها.

من جانب آخر، أجرت "قسد" عملية تبادل أسرى مع قوات النظام السوري في مدينة القامشلي برعاية روسية، مساء أمس الاثنين، وقالت مصادر "العربي الجديد" إن العملية جرت بين "أسايش" التابعة لـ"قسد" وفرع المخابرات الجوية التابع للنظام.

وأفرجت "أسايش" عن تسعة من عناصر النظام السوري مقابل إطلاق النظام اثنين من عناصرها، كانوا قد احتجزوا في وقت سابق إثر التوتر بين الطرفين في المدينة. 

وجاءت العملية بعد التوصل إلى اتفاق بين الطرفين برعاية روسية على إنهاء حالة التوتر، فيما استمرت "قسد" في حصار الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام ومنع دخول المواد الغذائية إلى متاجرها، بهدف الضغط على النظام لتنفيذ بنود الاتفاق.

يُذكر أن "أسايش" التابعة لـ"قسد" لا تزال تحاصر الأحياء الخاضعة للنظام وتستمر في اعتقال العديد من عناصره، رغم التوصل إلى اتفاق من أجل إنهاء التوتر في المدينة.

المساهمون