بلينكن: إغلاق روسيا منظمة "ميموريال" الدولية "ازدراء" لحقوق الإنسان

29 ديسمبر 2021
انتقد بلينكن طريقة التعامل مع منظمات المجتمع المدني في روسيا (فرانس برس)
+ الخط -

نددت واشنطن الثلاثاء بإغلاق المحكمة العليا الروسية لمنظمة "ميموريال إنترناشونال" الحقوقية البارزة، ووصفت ذلك بأنه "ازدراء" لحقوق الإنسان.

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن في بيان، إن "ملاحقة منظمة (ميموريال إنترناشونال) و(مركز ميموريال لحقوق الإنسان)، ازدراء لمهامهما النبيلة ولقضية حقوق الإنسان في كل مكان"، في إشارة أيضاً إلى مركز حقوق الإنسان التابع للمنظمة الذي يواجه بدوره خطر الإغلاق.

وأضاف أن القرار "يأتي بعد عام من التقلص السريع للمساحة المتاحة للمجتمع المدني المستقل والإعلام والنشطاء المؤيدين للديمقراطية في روسيا".

وكانت المحكمة الروسية العليا قد أمرت الثلاثاء بحل منظمة "ميموريال"، التي وثّقت عمليات تطهير نُفّذت في عهد ستالين، واعتُبرت رمزاً لإرساء الديموقراطية بعد انتهاء النظام السوفياتي.

وأتى القرار في ختام سنة شهدت قمعاً متعاظماً لأفراد ومنظمات غير حكومية ووسائل إعلام تعتبر منتقدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحاكم منذ 22 سنة تقريباً.

وقالت القاضية آلا نازاروفا إنها "أيدت طلب النيابة العامة لحل (ميموريال إنترناشونال) ومكاتبها في المناطق وهيئاتها الأخرى"، وعللت قرارها على خلفية خرق المنظمة لتصنيفها على أنها "عميل أجنبي" لعدم وضعها علامة على جميع منشوراتها بناءً على ما ينصّ عليه القانون.

ويعتبر قانون "العملاء الأجانب" الذي يذكر بحقبة ستالين، أن المنظمات التي تحصل على تمويل أجنبي تعمل بشكل يتعارض مع مصالح روسيا. وقالت محامية الدفاع ماريا إيسمونت: "هذا قرار مسيء وظالم وضار لبلادنا".

وعبّر المحامون عن موقفهم بعد ذلك أمام المحكمة، مؤكدين أنهم سيستأنفون الحكم. بعد ذلك حضّ عناصر الشرطة أنصار المنظمة غير الحكومية والصحافيين على مغادرة جوار مبنى المحكمة. وقد أوقف ما لا يقل عن ستة أشخاص قبل صدور الحكم وبعده.

ولاحقاً، تعهدت "ميموريال" بإيجاد "سبل قانونية" لمواصلة أنشطتها، وقالت في بيان إن "ميموريال ليست منظمة ولا حتى حركة اجتماعية. ميموريال تمثل حاجة مواطني روسيا إلى معرفة حقيقة ماضيها المأسوي ومصير ملايين من الأشخاص. ولا يمكن أحداً القضاء على هذه الحاجة".

ونددت الأمينة العامة لمجلس أوروبا ماريا بتشينوفيتش الثلاثاء بحل "ميموريال"، وقالت في بيان: "يبدو أن روسيا الاتحادية تبتعد أكثر فأكثر عن معاييرنا وقيمنا الأوروبية المشتركة"، مؤكدة أن "وجود منظمات المجتمع المدني وتطورها ركن أساسي في أي ديموقراطية أوروبية".

بدوره، أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان عن "استيائه" و"قلقه" بعد قرار القضاء الروسي حل المنظمة، وقال في بيان إن "حل ميموريال الدولية يشكل خسارة رهيبة للشعب الروسي الذي من حقه الإفادة من معرفة صحيحة لماضيه ومن مجتمع يقوم على القيم الأساسية التي يحمل مجلس أوروبا لواءها".

في السياق نفسه، اعتبرت وزارة الخارجية الألمانية أن القرار بحق ميموريال "غير مفهوم". وقالت متحدثة باسم الخارجية في بيان: "ينبغي الإصغاء إلى الانتقادات المشروعة لمنظمات على غرار ميموريال"، مؤكدة أن هذا القرار "يقلقنا لأنه يلغي أصوات ضحايا الظلم والقمع".

 

(فرانس برس)