"ساعة الأرض" في لبنان.. ساعات

28 مارس 2015
لبناء معنيّ بالحفاظ على البيئة (جوزيف عيد/ فرانس برس)
+ الخط -

اليوم 28 مارس/آذار، يحتفل العالم بـ "ساعة الأرض". يطفئ الكوكب أنواره وأجهزته الكهربائية والإلكترونية غير الضرورية، تنبيهاً بالخطر المناخي.
من جهته، يتضامن لبنان مع احتفال ساعة الأرض، ويشارك رمزياً في المناسبة، من خلال إطفاء أنوار السراي الحكومي وبعض الوزارات والجامعات لمدة ساعة. الغريب أنّ لبنان لا يحتاج أساساً لمثل هذا الإطفاء؛ لأنّه يشارك أكثر من غيره في الحدث وطوال أيام السنة، من خلال التقنين المستمر للكهرباء. ومع ذلك فالمولدات الكهربائية، أو الاشتراكات، تنتهك ساعة الأرض بدورها، وتواصل نشر انبعاثاتها.

إذاً، سيشهد لبنان مساء اليوم من الساعة الثامنة والنصف حتى التاسعة والنصف بالتوقيت المحلي الاحتفال بساعة الأرض. وسيشارك عبر عدد من الوزارات والجمعيات والمؤسسات العامة والخاصة والإعلامية في إطفاء أضواء واجهاتها الخارجية.
أهمية مشاركة لبنان في هذا الحدث العالمي الذي يجمع أكثر من 160 دولة حول قضية واحدة تمسّ الأفراد والمجموعات من مختلف الانتماءات والأعراق والثقافات، تكمن في نشر الوعي حول ضرورة ترشيد استعمال الموارد الطبيعية والحد من خطر التغيّر المناخي.

وتشير معلومات وزارة البيئة اللبنانية إلى أنّ انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون في لبنان تبلغ 24 مليون طن في السنة، وفق إحصاءات 2014. وهو ما يعادل 4.4 أطنان للفرد الواحد.
وهنا تبرز قيمة ساعة الأرض. فإطفاء الكهرباء والمولدات الكهربائية لساعة واحدة يؤدي إلى توفير 1300 طن من غاز ثاني أوكسيد الكربون، ما يعادل حجم مكعب يبلغ ارتفاعه 90 متراً. كما أنّ انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون من سيارة تسير بسرعة 60 كلم في الساعة تبلغ 15.6 كلغ بالساعة كمعدل، فإذا أوقفنا عشر سيارات عن السير نكون قد وفّرنا ما يساوي حجم كرة يبلغ قطرها نحو 5.5 أمتار من الانبعاثات.

وفي هذا الإطار، يقول الخبير البيئي فريد شعبان لـ "العربي الجديد": "مشاركة لبنان مهمة جداً، تعبيراً عن تضامنه في الحفاظ على البيئة والحد من انبعاثات الغازات السامة. وبمجرد إطفاء الأنوار لمدة ساعة واحدة تماشياً مع التوقيت العالمي نكون قد رحمنا البيئة ولو لفترة زمنية صغيرة من خطر ثاني أوكسيد الكربون".
بدوره، يقول رئيس جمعية "جي" البيئية نادر النقيب: "صحيح أنها ليست المرة الأولى التي يحتفل فيها لبنان بساعة الأرض، لكنّ المحزن أنّ مولدات الكهرباء تنتج ثاني أوكسيد الكربون أكثر بكثير من معامل الكهرباء الرسمية". ويضيف: "قد تحلّ مشاكلنا في المستقبل لكن الأكيد أنّنا إذا لم نعمل على حل مشاكلنا البيئية فلن يبقى لنا بلد قابل للحياة".

من جهته، يقول وزير البيئة محمد المشنوق لـ "العربي الجديد": "مشاركة لبنان في ساعة الأرض رمزية، تضامناً مع البيئة وسلامتها، فساعة الأرض حدث عالمي تشارك فيه ثمانية آلاف مدينة. ونحن نشترك فيه لأن الكرة الأرضية لنا مثلما هي لغيرنا، فلا توجد اليوم حدود يمكن أن يتوقف عندها التلوث أو الانبعاثات. لا أحد يمكنه أن يبني جداراً ويعلن أنّه يعيش في نعيم ولا يكترث بغيره. ومن هنا فلنتوحد خلال ساعة واحدة من أجل البيئة التي تجمعنا كما قضايا الصحة والتحديات الاقتصادية. فلا أجمل من الالتزام بأعمال فيها فائدة لنا ولغيرنا".
ويتابع: "يمكن أن نجعل ساعة الأرض ساعة شهرية وليس بالضرورة ساعة سنوية فقط. ولنعتمد المشي والدراجة الهوائية وتقاسم الركوب من أجل دعم البيئة في لبنان. فالمشي والدراجة رياضتان صحيتان، وتقاسم الركوب يقلّص من كلفة النقل وازدحام السير".

كذلك يلفت المشنوق إلى ارتفاع درجات الحرارة في لبنان، بمعدل درجتين بالمقارنة مع السنوات الخمسين الماضية، ما يعني وجود اختلال حراري. ويتابع: "يصادف اليوم أيضاً تقديم ساعتنا في لبنان ساعة واحدة، فلنقدم كذلك ساعة للأرض تكون بضمائرنا والتزامنا، لتذكّرنا كل يوم بمسؤولياتنا وقضايانا الأساسية".
في المقابل، يقول وزير الطاقة والمياه أرتور نظريان لـ "العربي الجديد": "أتساءل كيف يمكن أن نشارك في ساعة الأرض ولبنان يعيش التقنين الكهربائي المستمر، وكل يوم لديه ساعات أرض نظراً لانقطاع الكهرباء المستمر؟ وبذلك، ربما يقول اللبنانيون عنّا: المسؤولون يسخرون منا". ويضيف: "أنا أعتبره يوماً إعلامياً لا غير. كما أنّ لبنان ليس بلداً صناعياً. وهناك ملفات بيئية أكثر حساسية تزيد من التلوث، منها ما يتعلق بالسيارات التي تستخدم المازوت، والتي تشكل خطراً على البيئة والصحة معاً".
دلالات