كشفت مراسم تشييع ضحايا مركب المهاجرين السريين الذي غرق قبالة محافظة طرطوس قبل أيام، حجم الحزن الممزوج بالغضب الذي عبّر عنه أهالي الضحايا، والذين اتهموا المسؤولين بالتسبب في وفاة ذويهم، من خلال السياسات الفاشلة التي دفعت هؤلاء إلى هجرة بلدانهم.
وتحدث عدد من ذوي الضحايا ونشطاء وحقوقيون عن تجاهل توقيف أفراد شبكات تهريب البشر عبر البحر، وكرر عدد منهم أن كثيراً من المهربين معروفون للأجهزة الأمنية، وتجاوز بعضهم إلى القول بإنهم يتلقون المساعدة من بعض الفاسدين في سلطات الأمن.
لا شيء يمكن أن يبرر لأم ثكلى وفاة فلذة كبدها غرقاً خلال محاولته النجاة من الفقر والبطالة، عبر الوصول إلى ما يعتقد أنه "النعيم" الأوروبي، أو يفسر لجد مكلوم فقدان أحفاده الصغار خلال رحلة للوصول إلى الضفة المقابلة من البحر المتوسط، هرباً من تعليم سيء، ورعاية صحية متردية، ومستقبل غامض.
يرفض أهالي الضحايا كل ما يصدر عن الحكومتين في سورية، وفي لبنان، من تصريحات حول الجهود المبذولة لمكافحة الهجرة السرية، أو توقيف شبكات تهريب المهاجرين، ففاجعة طرطوس دليل واضح على كذب تلك التصريحات، وعدد الضحايا والمفقودين الكبير دليل إضافي على كذب المزاعم الرائجة حول الإسراع إلى إنقاذهم.
بلغ عدد الضحايا الذين انتُشلت جثامينهم من البحر 94، حسب آخر إحصاء رسمي، في حين ما زال نحو 50 آخرين في عداد المفقودين، مقارنة مع عدد الناجين الذي بلغ 20 شخصاً فقط.
(العربي الجديد)